أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ

{أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} (السجدة:18) كلها استحقت بأعمال هي لأولئك {بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية14) وقيل لهؤلاء العظماء: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة: من الآية17)

إنها أعمال، أعمال انطلقت من أبرار، وأعمال أخرى انطلقت من فجار، وهؤلاء ليسوا في ميزان الله سواء، ولا يمكن أن يكون هناك تسوية بينهم {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} (السجدة:18) وهذه آية تصرخ في وجوه أولئك الذين يقدمون عقيدة ينسبونها إلى الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) تقضي بالتسوية بين المجرمين أهل الكبائر، وبين المؤمنين، فيحضون جميعًا بالجنة، وبالقرب من الله، وبدخول الجنة التي جعلها الله خاصة لأوليائه وأعدت للمتقين من عباده أليست هذه تسوية؟.
إنسان هنا يعمل في الدنيا الكبائر بعد الكبائر من سفك الدماء، وانتهاك الأعراض، وظلم الناس، والتحريف للدين، والصد عن سبيل الله، ثم يقال له: لا تخف ستلقى رسول الله هناك وهو من سيشفع لك، ولأمثالك من أهل الكبائر، فترى أنت نفسك أنت من كنت في هذه الدنيا تعاني من كبائر ذلك الشخص وأنت من ظلمت، وأنت من سفك دمك، وأنت من انتهك عرضك، وأنت من صبرت وتحملت العناء في سبيل الله، وفي الدفاع عن دينه، وكان العناء كله من قبل أولئك أصحاب الكبائر، فترى نفسك أنت وهم سواء تدخلون من باب واحد، والملائكة يدخلون عليك وعليهم من كل باب سلام عليكم بما..؟ كيف سيقولون لأولئك؟ بما صبرتم؟! غير صحيح، كيف يمكن أن يقول الملك وهو يتذكر ماذا يقول: سلام عليكم بما ارتكبتم الكبائر فنعم عقبى الدار؟.
تحية الملائكة نفسها التي ذكرها الله لأهل الجنة هي من النوع الذي يصرخ أيضا في وجه أولئك الذين يتحدثون عن تلك العقيدة السيئة إنهم يقولون: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} (الرعد: من الآية24) ما هو الصبر الذي تحمله أولئك المجرمون في هذه الدنيا؟ صبر على ماذا؟ صبر على طاعة الله؟ أم استرسال وراء الشهوات وراء المطامع؟ وكل ما طلع في رأسه نفذه، ولتكن الضحية مالك أو دمك أو عرضك أو الدين بكله.. ما هو الصبر الذي صبروه؟
هذه تسوية، ستكون تسوية الملائكة أنفسهم لا يقبلون هذه التسوية هم ماذا سيقولون لأولئك إذا دخلوا على أحدهم من باب فيما لو افترض ودخلوا الجنة، والملائكة يدخلون عليهم من كل باب ماذا سيقولون لهم؟ التحية التي ذكرها الله لأوليائه هي هذه التحية التي يقولها الملائكة، ولو كان هناك تحية أخرى للمجرمين ربما لقالها لنا، لكن أليس الملك هو نفسه من سيستحي عندما يدخل أن يقول: سلام عليك بما.. ولا يجد ما يمكن أن يكون لائقا أن يجعله تحية لذلك، إن قال: بما أجرمت، فمن الذي يعتبر التحية له بالإجرام أنها تقدير؟ عندما تقول لشخص – ولو كان ظالما – سلام عليك يا عدو الله، أليس سيعتبر هذه سبة؟ سلام عليك يا مجرم، سلام عليك يا صاحب الكبائر، هل سيعدها سبة أم يعتبرها تحية؟ سيعتبرها سبة حتى وإن كان مجرما.
والملائكة هم يحيون لا يجدون ما يحيون به أولئك؛ لأن أولئك لن يكون لهم وجود في الجنة على النحو الذي ذكره هؤلاء، يرتكبون الكبائر لا يتخلصون منها، لا يتوبون إلى الله منها، لا ينطلقون في الأعمال الصالحة بعدها، لا يصلحون ما أفسدوا هؤلاء لن يكونوا من أهل الجنة إلا إذا تابوا على هذا النحو؛ لأنه {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ}.
#من_هدي_القرآن_الكريم
#سلسلة_معرفة_الله (13 – 15)
#الدرس_الثالث_عشر
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 5/2/2002م
اليمن – صعدة
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام