‏إمام اليمن الهادي الى الحق.

بقلم/ زيد الشريف

 

تاريخ يمني إيماني لا يطويه الزمان ولا تدفنه الأعوام والمتغيرات وتشهد لعظمته المواقف والآثار العظيمة التي لا تزال باقية في واقعنا اليوم تاريخ مفعم بالحق والهدى والحكمة جذوره محفورة في أعماق النفوس الى عصرنا الحاضر وثماره تؤتي اكلها في مجالات العلم والمعرفة والحكم والسلطة والفقه والأحكام الشرعية والنور والهدى ذلك هو التاريخ الذي سطره الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام في اليمن بعلمه وحكمته وسيفه ودمه وجهاده وتضحياته ومواقفه القوية والعظيمة والمباركة والثقافة القرآنية والسيرة النبوية التي غرسها في نفوس شعب الإيمان والحكمة والتي لا تزال باقية في واقعنا اليوم نستمد منها الدروس والعبر ونمضي على أساسها في ترسيخ قيم الحق ومبادئ العدل وفق الشريعة الإسلامية ووفق السنن الإلهية التي من خلالها يستمد المؤمنين الوعي والبصيرة والقوة والشجاعة فيتحقق لهم بها الخير في الدنيا وافوز والنجاة في الآخرة
تطل علينا هذه الأيام وتحديداً في السادس من شهر صفر ذكرى قدوم الإمام الهادي عليه السلام الى اليمن الذي جاء الى اليمن بعد ان ذهب الكثير منهم اليه وطلبوا منه ان يُقدم عليهم لينقذهم من شر الطواغيت والمفسدين فقدم عليه السلام في السادس من صفر سنة 284هـ وهذه الذكرى العظيمة تعني للشعب اليمني الكثير والكثير لأنها تعد بداية لمرحلة زمنية عظيمة وتاريخ يمني إيماني مجيد انتشلت اليمن وأهله من براثن الضلال والظلمات الى عالم النور والهدى ومن حالة التخبط والتيه والضياع الى حالة الوعي والتقوى التي اعادتهم الى ماكان اجدادهم عليهم ايام الأنصار (الأوس والخزرج) الذين تحركوا تحت راية رسول الله صلوات الله عليه وآله ونصروا الإسلام وكان لهم شرف السبق في رفع راية الإسلام ومقارعة الشرك والطغيان وفي عهد الإمام الهادي عليه السلام استعادوا مجدهم ونشاطهم بفضل تمسكهم بأعلام الهدى من اهل البيت عليهم السلام
ذهبت الوفود اليمنية وعلى رأسها كوكبة من العلماء الى الرس ما يعرف اليوم بالقصيم لمطالبة الإمام الهادي عليه السلام للمجيء الى اليمن لإنقاذهم من ظلم وطغيان القرامطة وبايعته القبائل اليمنية على السمع والطاعة لما رأت منه التقوى والورع والعدل والعلم فاستجاب لهم وخرج معهم وجاء الى اليمن لأحياء الحق وإماتة البدع والضلالات ونشر دعوته من صعدة ووفدت اليه القبائل من كل مكان وارسل عماله الى مختلف المناطق وبدأ بترسيخ حكمه في اليمن وفق مبادئ الشريعة الإسلامية وعمل على مجاهدة القرامطة ونذر حياته في سبيل الله من اجل إرساء دعائم الحق والخير وإقامة القسط والعدل ومواجهة المنكر والفساد فكانت كل حياته جهاد في سبيل الله في مختلف المجالات العلمية والثقافية والعسكرية والأمنية وغيرها واستطاع بعون الله ان يحكم اليمن على أساس هدى الله وتعليماته ووفق مبادئ وقيم الدين الإسلامي
الإمام الهادي عليه السلام لُقب بإمام اليمن ولُقب بالهادي الى الحق ومحيي الفرائض والسنن لأنه استطاع بمعية الله ان يخلق حالة من التغيير الجذري الى الأفضل في اوساط المجتمع اليمني المسلم في كل المجالات بمسؤولية وحرص شديد على هداية الناس وارشادهم الى ما فيهم صلاحهم ولما فيه الخير لهم في الدنيا والآخرة لأنه علم من أعلام الهدى ورمز من رموز الإسلام ولأنه تحرك بحركة جده محمد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلك نفس الطريق الذي سلكه الإمام علي عليه السلام ، عمل الإمام الهادي عليه السلام بشتى الطرق والوسائل على ترسيخ تعاليم الإسلام في نفوس اليمنيين واستطاع ان يصنع حالة من الوعي الإيماني في نفوس الناس لا تزال آثاراها العظيمة باقية الى اليوم تؤتي ثمارها ويستمد منها شعب الإيمان والحكمة الدروس والعبر والمواقف والتوجهات والمنطلقات وفق اسس ايمانية ثابتة وصحيحة وسلمية ، فسلام الله على الإمام الهادي الذي جسد تعاليم الإسلام كما هي وترك للأمة موروثاُ فكرياً وعقائدياً وثقافياً وعلمياً تستمد منه النور والمعرفة الى يوم الدين.

http://خاص 21 يبتمبر         الامام الهادي الى الحق