النص الكامل لحوار الرئيس مهدي المشاط مع قناة المسيرة

نص الحوار:
 
– فخامة الرئيس واليمن دولةً وشعباً يحتفي بالعيد السابع لثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة.. ما الذي يمكننا أن نقول إن الثورة أنجزته؟
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
شكراً جزيلاً لقناة المسيرة ولكل كادرها وشكراً جزيلاً أَيْـضاً لكل القنوات المواجِهة للعدوان منذ الشرارة الأولى التي تقدّم الحقيقةَ الناصعةَ عن مظلومية هذا الشعب، وتقدم أَيْـضاً الإنجازات النوعية والتضحيات الكبيرة الجسيمة التي تقدم في مواجهة هذا العدوان.
بخصوص الإنجازات الثورية عظيمة جِـدًّا بمناسبة هذه الثورة المباركة الذكرى السابعة أَنَا أعتقد أن الصمود الأُسطوري لِـحَـدِّ الآن يعتبر أكبر إنجاز من إنجازات ثورة 21 سبتمبر، تماسك مؤسّسات الدولة، الوضع الذي بدأ يتحول تصاعدياً إلى الأعلى على مستوى الجبهات على مستوى الاقتصاد، أعتقد أن هذا أكبرُ مكسب من مكاسب الثورة اليمنية.. اليمنية الأصيلة 21 سبتمبر.
 
– دلالةُ تكرار اليمنية اليمنية فخامة الرئيس؟
إنها يمنية بامتيَاز لا وصايةَ عليها.. مستقلة.
 
– فيما يتعلق بالعدوان فخامة الرئيس شن بعد ستة أشهر من هذه الثورة؟ فهل نستطيع القول إجمالاً بأن العدوان أجهض ما كانت تصبو إليه؟
بالعكس، قد تكون لديه إرادَة أن يجدَ ما تصبو إليه، لكن أَنَا أعتقدُ أنه بالعكس، حاول هذا العدوان أن يُضعِفَ ويكسر هذه الثورة، لكنه من حَيثُ لا يشعر قوّى عمادها، وهي اليوم تقف وقوفاً صلباً غيرَ قابل للانحناء ولا للانكسار وهو يعرف هذا.
 
– في مسار التساؤل بالعدوان وحقائقه ومصيره وأبعاده، هل هذا العدوان جاء كأمر طارئ، لاستهداف الثورة فقط ولولها لَمَا شُنَّ؟
لا، بالعكس العدوان هذا جُهِّزَ له منذ أن بدأ السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، العدوان هذا يراد لكل طلائع حرة ولكل قوى حرة في هذه المنطقة وفي العالم العربي والإسلامي، هذا التفكير بدأ منذ أن بدأ السيد حسين رضوان الله عليه بالصرخة الأولى من جبال مرَّانَ، ونحن لا نزال نؤكّـد على الإخوة في وسائل الإعلام الذين يقدمون مظلوميةَ هذا الشعب أن لا ينسوا إلحاق كُـلّ الجرائم بأمريكا، فهي من تقف وراء هذا العدوان، وبقيةُ الدولِ ليست إلا أدَواتٍ للتنفيذ.
 
– قناعة راسخة لديكم بأن أمريكا هي من تقف وراء الإجرام بحق شعبنا اليمني؟
هذا شيء مؤكَّـدٌ وملموسٌ، ولدينا معطيات ليس تحليلاً.
 
– هذه الثورة ومسيراتها المليونية، فلسطين كانت حاضرة بعلَمها، بل وبمضامين كُـلّ قضيتها، فما العلاقةُ التي يمكن تبيينُها بين هذه الثورة وبين فلسطين كشعب كقضية؟
أصلاً الثورة هي من رحم الاستضعاف، وهي ثورة كُـلّ المستضعفين في العالم العربي والإسلامي، بما فيه على رأس هذا الاستضعاف القضية الفلسطينية وما يمر به إخواننا الفلسطينيون، أكيدٌ أن الوضعَ الفلسطيني على رأس قائمة أولويات هذه الثورة اليمنية المباركة.
 
– لم تتأثر هذه الأمور وهذه المعطيات وهذه القائمة في التراتبية في الأوليات جراء العدوان؟
لا.
 
– فلسطين ما زالت بنفس الموقع والأولوية لديكم؟
بل كلما اشتد الضغطُ علينا كلما ازددنا حنيناً وشوقاً وإصراراً إلى إخوتنا في فلسطين وإلى القضية الفلسطينية؛ لأَنَّنا نعرفُ أننا ندفع ثمن موقفنا من القضية الفلسطينية، كُـلّ ما يجري علينا هو ثمن موقفنا التحرّري، موقفنا الواضح والصريح من القضية الفلسطينية.
 
– الثورة اليمنية الحديثُ عنها أنها انتشلت اليمن من مستنقع التطبيع مع العدوّ، بل وجعلته رقماً صعباً مع معادلة المواجهة مع هذا العدوّ في المنطقة، فإلى أي مدى نستطيع تبيين هذا الواقع الذي به حدث هذا الانتشال؟
الثورةُ ليست شعاراً، الثورة في نهاية المطافِّ هي ممارساتٌ مسلكيةٌ تستطيعُ قيادةُ الثورة أن تجعلَ جميعَ أبناء هذا الشعب يتثقَّفون بالثقافة التي أرادتها هذه الثورة، هذا الحدث لا تستطيع أن تقيسه بشعارات معينة بقدر ما هو ممارسات لذلك تلحظ، من خلال ممارسات أبناء الشعب وتطلعهم التحرّري واشتياقهم إلى القضايا الكبيرة بما فيها القضية الفلسطينية، هذا شيء بارز لا يحتاجُ إلى نقاش، وهو من نتائج هذه الثورة المباركة.
 
– وفي مسار العدوان كنتم فخامةَ الرئيس ضمن الشخصيات التي وقّعت على اتّفاق السلم والشراكة الذي حظي بمباركة عربية دولية وشهدتم تفاصيل الحوار الذي تبع توقيعَ اتّفاق السلم والشراكة في موفمبيك بوجود جمال بن عمر آنذاك.. هل شكّل لكم أمراً مفاجئاً، مع أول نبأ أَو أول خبر عن هذا العدوان؟
منذ أن أطلق السيد الشهيد القائد السيد حسين رضوان الله عليه الشعار لم يكن مفاجئاً كُـلُّ ما حدث وكل ما سيحدث، أَنَا قلت لك في البداية: إن العدوان أمريكي بامتيَاز وإن لدينا معطيات وليس تحليلاً، بمعنى أن المعطيات التي كانت لدينا قد يكون الأمر مفاجئاً من حَيثُ التوقيت صحيح، مثلما قال قائد الثورة في خطابه الأول إنه كنا نائمين في بيوتنا، بمعنى أنه ما كان لدينا استعدادات نفسية، وهذا ما يثبت العدائية المفرطة التي كان يتحلى بها هذا العدوّ أنها بالشكل الخفي الذي لم نكن نتصوره، لكن أنها مفاجئة كمبدأ، لا ليست مفاجئةً كمبدأ، هي مفاجئة كتوقيت.
 
– كنتم متوقِّعين حتى وضعية هذه الأجنحة من المرتزِقة التي اندفعت وانجرَّت ورمَت نفسَها بين أقدام المعتدي؟
لما تأتي لتطهّر هذا الشعب من الوصاية، من الخضوع من العمالة أكيد أنه جراء أي تنظيف يكون هناك في نهاية المطاف، مجموعة قاذورات، وَكان شيئاً متوقعاً أن يكونَ بعد التطهير مجموعةٌ من القاذورات، وهذا الذي حصل.
 
– بعد كُـلّ هذه السنوات في ظل المواجهة المُستمرّة والمتعاظمة للعدوان، أين بات موقع اليمن بوجهة نظركم القيادية والسياسية والمنطلقة من واقع معاش فخامة الرئيس؟
أنا أعتقدُ أنه لِـحَـدِّ الآن ارتقى اليمن إلى مَصَافٍّ لم نكن نتوقعها لِـحَـدِّ الآن بما أن المخاض لا زال مُستمرًّا ولم نصل إلى مستوى معين لم نصل إلى نتيجة معينة لِحَـدِّ الآن لا أستطيع أن أحدّد إلى أين وصل اليمن، ستكشف الأيّام القادمة إنْ شَاءَ اللهُ المستوى الطبيعي الذي وصل إليه اليمن.
 
– نستطيع القول: إن هناك احتمالاً في ظروف معاشة كهذا الحال لم تستطيعوا كطرح احتمالي عن أن هناك تطوراً أَو قد ربما تدهوراً لا سمح الله، أم إن الأمور كلها متجهة باتّجاه موقع اليمن إلى الأعلى؟
إلى الأعلى، ولن نقبلَ غير الأعلى بإذْنِ الله.
 
– فخامة الرئيس هناك اضطراب واسع بفشل الخيار العسكري في مواجهة اليمن، لكن شبح الحرب الاقتصادية لا يزال هو المهيمنَ على المشهد، وبموجب المعطيات والشواهد وأنا أتحدث معكم وأعي تمامَ الوعي بأنكم رجلُ اقتصاد بامتيَاز، هل سيحقّق العدوّ بالحصار ما عجز عنه عسكريًّا ولو نسبياً؟
المعركة أَنَا أرى المعركةَ واحدةً، للمعركة العسكرية رجالُها وبفضل الله أثبتوا جدارتهم والعالم يشهد بهذا، المعركة الاقتصادية بإذْنِ الله لها رجالُها، وستكون النتيجة كما كانت النتيجة العسكرية، والأيّام ستثبت هذا، كُـلُّ ذلك بفضل الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى؛ ولذلك لا قلق لكل جبهة رجالها، وستنتصر الجبهة الاقتصادية كما انتصرت الجبهة العسكرية بإذْنِ الله.
 
– فإذا ما انتقلنا إلى ما يتعلق بالتفاوض بهذه الآلية التي ينتظر من خلالها أنها تشكل بوابة أمل للعبور نحو السلام.. هل يعد تعيين رابع المبعوثين مؤشراً على قُرب تسوية أَو جزء من مشهد أطاله أمد الحرب؟
أنا أعتقد أن اختيارَ مبعوث أَو تغيير مبعوث لا يُعَدُّ مؤشراً، نحن من قبل تغيير المبعوث السابق اتخذنا قرارَ عدم التعامل مع هذه المتغيرات، الأمم المتحدة هي الأممُ المتحدة بغض النظر عمَّنْ هو مبعوثها، الأمم المتحدة للأسف الشديد لحَـدِّ الآن نحن نعتبر أن لديها دوراً محدّداً مرسوماً من قوى الاستعمار التي أسّست هذه الجمعية، بما فيها التغطية على مواصلة واستمرار العدوان، وهذا شيء مؤسف جِـدًّا، لذلك عند القرار الأخير للمبعوث الجديد، نحن أبلغناه بأننا سنتعامل معه من حَيثُ فشل المبعوث السابق، بمعنى أنه لن نسمحَ باستخدام المبعوثين لتجديد الورقة بعد إتلافها، ولن نسمح لقوى العدوان بأن تستخدم ورقة المبعوثين للانتكاسة والبدء من جديد، لذلك نحن نقول للمبعوث الجديد: حَيثُ فشل المبعوث السابق، ابْدَأْ من حَيثُ فشل، فشل في قضية مهمة أعلن موقفَه منها في الإحاطة الأخيرة في مجلس الأمن، وهي موضوع ضرورة دخول السفن ورفع الحصار البري والجوي، وهذا طرحه المبعوثُ، وكان يطرحُها بقوة على دول العدوان وهي سبب في إفشاله وقوى العدوان عدم استجابتها له في هذه المطالب التي يرى أنها محقة، بالتالي هذا المبعوث أبلغناه بهذا بأنه يواصل من حَيثُ انتهاء دور المبعوث السابق؛ لأَنَّنا نتعامل مع الأمم المتحدة كأمم متحدة لا نتعامل مع أشخاص، لا يوجد لدينا شيء من هانس ولا مارتن ولا أي مبعوث آخر كشخص، نحن نتعامل مع جمعية الأمم المتحدة،
 
– على مستوى أية مفاوضات، مبادرات، من أي اتّجاه من أي مسار من أية دولة، تحمِلُ في طياتها ومضامينها إصراراً على مقايضة الملف الإنساني بالسياسي والعسكري؟
مرفوض.
 
– بشكل مطلق؟
نعم..
لأَنَّنا من حَيثُ المسئولية الملقاة على عاتقنا تأبى لنا كرامتنا ويأبى لنا ديننا أن نُخضِعَ لقمة العيش والمواطن ورقبة المواطن لابتزاز العدوّ السياسي والعسكري، هذا شيء تأباه لنا كُـلُّ القيم والأعراف.
 
– وَإذَا أصرت حتى الجهاتُ الدولية التي تدّعي أنها راعية لحقوق الإنسان وراعية للسلم والأمن الدوليين؟.
هي مُصِرَّةٌ الآن ونحن رافضون.
 
– هي مُصِرَّةٌ على بعض وضعية بمسار المقايضة؟
نعم مُصِرَّةٌ الآن لو اقتنعت لدخلنا في عملية السلام.
 
– يعني أنهم مُصِرُّون إلى الآن والإحاطة كذلك فيها وضعية من الإصرار؟
هناك فارقٌ بين ما يقال في الإعلام وبين الذي يُقال في الكواليس.
 
– ما الذي يقال في الكواليس؟
الذي يقال في الكواليس أنهم لا يجدون أيَّ منطق للطرح الذي نطرحُه، فصل الموضوع الإنساني على الجانب العسكري وهذا مقتنِعٌ به حتى الأمريكيون أنفسهم.
 
– لا يجدون أي مبرّر للرفض؟
لا يوجدُ أي مبرّر ولا منطق ولا حُجّـة، بل يقولون: نحن نتفهم هذا الكلام، لكن تعرف كلام للإعلام شيء ثانٍ.
 
– المبعوثان الأممي والأمريكي؟ ما آخر ما حملاه إليكم بشأن الحصار، وخَاصَّةً وقف إطلاق النار؟ خُصُوصاً فخامة الرئيس أنكم اشترطتم عليهما بأن ذلك سيكون الشرط للدخول في التفاوض؟
لم يصل إليَّ كلاهما حتى أقول إنهما حملا إليَّ شيئاً.
 
– حملا إليكم على مستوى التواصل وعلى مستوى الوفد الوطني؟
الذي قلتُ لك سابقًا إنهم مقتنعون بأن كلامنا منطقي وأن طرحنا منصف لكنهم سيحاولون.
 
– فخامة الرئيس استقبلتم في صنعاء الوفدَ العُماني، وجرى بعيدًا عن الإعلام ما جرى، فما الذي حُمل إليكم عن طريق هذا الوفد؟
الذي حُمل إلينا عبر الإخوة العُمانيين آنذاك رغبةٌ سعوديّةٌ من مستوى أعلى للتوصل إلى حَـلٍّ، لكن للأسف الشديد وهذا يحدث في عدة منعطفات، تتفاجأ أنه تتغيَّرُ هذه الرغبة، فالذي حصل هو تنسيقٌ، يعني رغبة سعوديّة لتدخل الإخوة العمانيين، وهم مثلما تعرف موقفهم منذ انطلاقة الشرارة الأولى للعدوان على بلدنا، يدفعون في اتّجاه السلام، وبالتالي حرصهم الشديد على عملية السلام في اليمن، لم يتوانوا في تلبية هذا الطلب، الرغبة السعوديّة بأن يكون لهم تدخل ودور، جاءوا عرضوا علينا الفكرة ونحن شرحنا لهم تفاصيل كُـلّ ما قد جرى من البداية إلى اللحظة وأين نقاط الإخفاق وأين نقاط النجاح، وما الطريقة الأمثل والأنسب، بحكم معرفتنا وتجربتنا في هذا الملف، وشرحنا لهم الملف كاملاً، وسجّلوا كُـلّ النقاط التي طرحناها لهم ونقلوها للسعوديّين، الجهود لا زالت مُستمرّة لِـحَـدِّ الآن حتى، لكن مثلما قلت لك: الرغبة تتدحرج حسب المستجدات الدولية وحسب المعطيات، هذا عند طرف العدوان.
 
– لكن حملها للرغبة للسعوديّة كان مصحوباً بشواهدَ على هذه الرغبة؟
لا، كلام فارغ.
حمل مع الرغبة السعوديّة للوصول إلى السلام حديثاً عن ملفات أُخرى.
 
– مثل ماذا؟ خُصُوصاً كانت الزيارة في ظل تصعيد حاصل من قبل الطرف الوطني لتحرير مأرب؟.
أعتقد أن المعركة في مأرب هي معركة جزء مهم واستراتيجي وكبير من التراب الوطني، ربما أن المستجدات آنذَاك في مأرب كان لها دورٌ؛ لذلك أنه من ضمن المخرجات لما جاء الإخوة العمانيين وزيارتهم إلى هنا، تقديم السيد القائد يحفظه الله المبادرةَ التي أعلنها مؤخّراً.
 
– ما الذي حمل منكم للوفد العماني؟
حمّلناه المنطقَ والعقلانيةَ والطرحَ المنصِفَ، حمّلناه بعضَ النصائح لدول العدوان وعلى رأسها المملكة السعوديّة، بحُكم التاريخ وبحكم التجربة مع الحلفاء الذين يقفون خلفهم وراء هذا العدوان؛ لأَنَّهم أطرافٌ ليست وفيةً وأنهم كلما دخلوا في وحل العدوان على بلدنا كلما ولغوا في دماء أبناء شعبنا كلما كان الخروجُ صعباً عليهم.
 
– نعم.. كان هذا كله ما حمّلتموه إلى الوفد العُماني؟
حمّلناهم أَيْـضاً المبادرة التي أعلن عنها السيدُ القائدُ بخصوص مأرب.
الخلاصة أننا طرحناهم في صورة كُـلّ ما تستطيع قوله إننا من نريد السلام وإن الآخر يرفع هذا الشعار بينما هو يمارس العكس، يرفع هذا الشعار للإعلام وللمزايدة بينهما هو في الواقع العملي وفي الكواليس الحقيقية يطلب العكس، عكس ما يقوله الإعلام وما يقوله الرأي العام.
– قناعة الوفد العُماني عند المغادرة غير ما كانت عليه عند الوصول؟
أكيد بفارق مِئة وثمانين درجة.
 
– كانت لديهم نظرة بأنكم كطرف وطني رافض للسلام؟
كان فيه تشويشٌ كبيرٌ في المرحلة الأخيرة، خَاصَّةً بعد ما أعتقد أنك سمعت بالمبادرة السعوديّة التي أعلنوها، عملوا عليها ضجة وأنهم مع السلام، كان قد عملت قليلاً من تشويش، وحين كنا نرد عليها كلها بأنها حركات فارغة ولا أَسَاس ولا منطق لها ولن تؤديَ إلى سلام حقيقي، وهذا ما أثبته الواقع.
لما جاء الإخوة العُمانيون شرحنا لهم كُـلّ هذا المعطيات، كانوا متأكّـدين لما لدينا، سنبل كبير، لدينا ماضي كبير وتاريخ كبير، تجربة كبيرة، لما نناقش الأمور بمعطيات منطقية تتضح الصورة.
 
– وكان هذا هو الحل كذلك في لقائهم مع السيد القائد؟
نعم.. بل هو خلاصةُ ما تحدثت عنه سابقًا هو ما جرى بينه وبين السيد القائد بالدرجة الأولى.
 
– فترة زمنية ليست بالقليلة، بين مغادرة الوفد العُماني لصنعاء، ووصولهم إلى الطرف الآخر.. أليست كافيةً للوصول والحصول على رد من قبلهم عن الطرف الآخر وتفاعله أَو حقيقة تعامله مع ما قدمتم وما حملتم الوفد العماني؟
لذلك أَنَا قلت لك في السابق إنها كانت رغبةً مؤقتةً، وبدأت تتغير الأمور، حصل تحَرّك أعتقد مرتين إلى هناك قبل موسم الحج وكان هناك موعد على أَسَاس أن تتواصل الأمور بعد عيد الأضحى المبارك، لكن في ظل هذه الفترة من ذلك الوقت من بعد عيد الأضحى المبارك ربما حصلت متغيراتٌ دولية جعلتهم يتوقفون شيئاً ما عن الاندفاع في هذا، حصلت أَيْـضاً متغيرات في أفغانستان، كانت عذراً للانشغال الأمريكي، انشغل السعوديّ، انشغل الأمريكي والسعوديّ، لهم واقع في مجريات الواقع في أفغانستان.
 
– على مستوى التفاؤل والحال التفاوضي.. هناك حديث وفي آخر موقف له، قال وزير الخارجية العُماني، قبل أَيَّـام: إن السلام في اليمن بات قاب قوسين أَو أدنى؟
بحكم معرفتي واطِّلاعي على الأمور السياسية أنه لا يوجد غير ما تحدثت عن الجهود الضئيلة المتردّدة بين السعوديّة والإخوة في عُمان، لا يوجد غير ذلك ولا يوجد أفق، إلا إذَا كان منطلقُ هذا التصريح على قاعدة أن القوةَ تصنعُ السلام، بحكم المتغيرات الأخيرة على الصعيد العسكري ستخضعُ دولُ العدوان وتنصاع للسلام الحقيقي، فهذه قاعدة عالمية أن القوةَ تصنعُ السلام، ربما من هذه القاعدة.
 
– وبالحديث فخامة الرئيس عن القوة والسلام، ننتقل إلى الواقع في الداخل بما يتصل في مأرب.. برزت مأرب كأولوية لدى أطراف إقليمية ودولية مصحوبة بضجيج إعلامي وسياسي ودولي واسع، كيف تفسّر هذه الأمور؟
إن أجندةَ العدوّ الأمريكي والبريطاني -لا ننسى الدور البريطاني القذر في العدوان على بلدنا- يقف وراءها استهدافٌ للثروات بالدرجة الأولى، حرية وكرامة وثروات المنطقة العربية والإسلامية، بحكم أن المنطقة التي تتواجد فيها حَـاليًّا في مأرب قريبة من منطقة الثروة، وهذا شيء أَسَاسي لدى اللصوص في الإدارتين الأمريكية والبريطانية، وهم لصوص بمعنى الكلمة، هذا يثبت لصوصيتَهم وأن كُـلّ ما يدّعوه هو استعمار، هو نهب لثروات أبناء المنطقة، لذلك تلحظ أنه لو كان موقفهم من مأرب إنسانياً، لم تحصل ضجة في أية جبهة أُخرى مثل ما حصلت في مأرب لكن لأَنَّ مأرب فيها ثروة، فيها نفط، حصل كُـلّ هذا الضجيج.. لا إنسانية فيه وكله كذب، لا توجد لديهم إنسانية ولا يوجد لديهم حرص، هم مرتزِقة بمعنى الكلمة ينهبون خيرات أبناء الشعوب وما حصل من الضجيج لهذا الذي كان بشكل غير متوقع يثبت هذا الكلام الذي نقوله، لذلك نحن معنيون بحماية ثروة بلدنا من هؤلاء اللصوص، وسنستمر في حمايتها حتى يتحقّق لها الصَّونُ والكرامةُ إنْ شَاءَ اللهُ.
 
– على مستوى الطرف الذي يعتبر ويعد أداةً، طرف الإخوان، طرف حزب الإصلاح؟ هذا الجناح الذي ارتمى في حضن العدوان بل وحتى قوى العدوان كما أسلفتم أنتم شخصيًّا بأنهم يعتبرون مأرب غايةً في الأهميّة يعتبرونها مصيرية؟
أيُّ جزءٍ محتلٍّ من تراب الوطن تقعُ على عاتقنا مسئوليةُ تحريره، سواء في مأرب أَو في أية منطقة تحت الاحتلال، لا نفرِّقُ من حيث الأهميّة بين شبر هنا أَو شبر هناك، كُـلّ شبر تحت الاحتلال يهمنا وسيتحرّر بإذْنِ الله.
 
– على مستوى مأرب وَتفاصيل الوضع الخاص والحاصل فيها.. مبادرة السيد القائد التي أسلفتم الحديث عنها فخامة الرئيس تلقفها الكثير بالترحيب؛ كونها حملت كُـلّ معاني الإنصاف هل يمكن القول إنها انتهت أم ما زالت على الطاولة؟
بحكم معرفتنا لهذا العدوّ الغاشم، الأمورُ تخضعُ لمجرياتها الميدانية، قد تنتهي وقد تسير مفاعيلها إلى أبعد مما ذهبت إليه، وكل شيء وارد.
 
– أقصد هل ممكن أن تتعاطوا مع وضع مأرب عسكرياً؟
الخيار العسكري هو آخرُ خيار لدينا، نحن طرحنا خيارَ السلام وهذا الكلام قلناه للسعوديّ، قلناه للأمم المتحدة، حتى بغير مباشر للأمريكي: إن الخيار العسكري لدينا في مأرب هو آخر الخيارات، لدينا نقاط منطقية ومن لديه أي رد منطقي تجاه ما قدمناه في هذه المبادرة، يتفضل للنقاش، للأسف حتى النقاش والأخذ والرد في هذا الموضوع لم يتم، الموضوع حساس جِـدًّا لدى الأمريكي والبريطاني، فيه درجات من الأهميّة مثلاً مرتزِقة حزب الإصلاح والمرتزِقة اليمنيون قد يكون لهم خانة معينة في مِـلَـفّ ما، لكن في مِـلَـفّ معين لا يعتبرون أي رقم، قد يكون السعوديّ والإماراتي في منزلتهم أمام هذا الملف، مِـلَـفّ مأرب بحكم أهميته بحكم الثروة المتواجدة في مأرب ويركّز الأمريكي والبريطاني في هذا الموضوع أن يظل تحت سيطرة عملائه، ربما أنه لا يكاد يكون للمرتزِقة لليمنيين دور في هذا الملف، لكن السعوديّ نفسه والإماراتي في منزلة أدنى، بمعنى أنت لاحظت أن الأمريكي والبريطاني ظهر دورُهم بشكل بارز في الفترة الأخيرة، حين وصلت الأمور عند ملفات حساسة بما فيها مِـلَـفّ مأرب، بالتالي كلما برز الدور الأمريكي والبريطاني كلما نزلت درجة الارتزاق، يعني السعوديّ والإماراتي ينزلون بمستوى المرتزِقة اليمنيين، والمرتزِق اليمنيون يختفون، وقد لا يُذكرون في مثل هذه الملفات.
 
– ما يعبر عن الرغبة من قبل قيادات الارتزاق في مأرب المحسوبة على حزب الإصلاح المحسوبة على الشعب اليمني ككل خُصُوصاً أن هناك ما يغريهم بأن يقودوا مأرب مع الطرف الوطني؟
لم يصل إلينا أي شيء، وهم يعرفون أنهم ليسوا معنيين، هم أدوات، المنزلة التي هم فيها في مِـلَـفّ مأرب منزلة الحذاء من جسم الإنسان، هم ليسوا إلا أحذية في هذا الملف.
 
– لأبناء مأرب فخامة الرئيس ما الذي يمكن قوله وكذلك القاطنين فيها مع اقتراب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة كما صرّح المتحدث باسم القوات المسلحة؟
إن الخيرَ لنا جميعاً، نحن وهم في المبادرة التي قدمها السيد القائد هي مبادرة منصفة ومنطقية، ولا يوجد فيها شيء يدعوهم للنكوص، إلا قضية واحدة أن القرار ليس بأيديهم، إذَا كان القرار هذا ليس بأيديهم وهم مستعدون أن يكونوا أجندةً وأحذيةً لتنفيذ أجندة الخارج، هذا شيء يخصهم، نحن لا زلنا ندعوهم إلى ما دعاهم إليه السيد القائد ولن نكون أرحمَ من رحمة هذ السيد يحفظه الله، هو دعاهم لما فيه الخير لهم، ووضع النقاط على الحروف وكان منصفاً، لم تكن نقاطاً ظالمة أَو تعسفية، كانت منطقية، رغم أننا نقفُ على أسوار مدينة مأرب، لكن لا زال الحق والمنطق هو المسيطرَ على وضعنا وعلى قرارة أنفسنا.
 
– فيما مسارُ التصعيد العسكري وبالأخص منه في العمق السعوديّ بالعمليات الاستراتيجية الأخيرة فخامة الرئيس، هل نستطيع القول وبتعبيركم أنت وبطرحكم أنتم وتأكيدكم أنتم: إننا دخلنا مرحلة الوجع الكبير مجدداً؟
عملية الردع هي في سياق عمليات الوجع الكبير، من العملية الأولى إلى ما لا نهاية.
 
– هل هناك تدرُّجٌ متعاظمٌ أم سياقٌ وفق آلية مُستمرّة ومستقرة لا متعاظمة؟
متعاظمة وهذا ما ثبت من بداية العدوان، سياسة النفس الطويل، الواقع أثبت أن انتهاج سياسة النفس الطويل يأتي في السياق التصاعدي، وستستمر في السياق التصاعدي إنْ شَاءَ اللهُ.
– هذا المسار الهام وأنتم تجيدون على مستوى القيادة الثورية وأنتم كقيادة سياسية تجيدون الاحتفاظَ بكثير من الأوراق؟ فهل نستطيع القول إنه تبقى لديكم من هذه الأوراق الشيء الجيد والمطمئن؟
حين أقول لك: إن المسار تصاعدي فأكيد، ما دام العدوان وَالحصار مُستمرَّين فكُـلّ الخيارات مفتوحة وكل المفاجآت واردة.
 
– وما أبرزها؟.
لا أتحدث عنها.
 
– تحدثنا عن العمق السعوديّ وعن الاحتفاظ بالأوراق، وأوراق قد استخدمت، لكن في مسار تفكك معسكر العدوان وبشكل واضح وجلي، من وجهة نظركم أنتم وفي تعاطيكم أنتم أين باتت الإمارات العربية المتحدة في مسار المواجهة؟
السعوديّ والإماراتي لا يوجد فرقٌ بين دور أيٍّ منهما على الآخر، هم أدَاةُ تنفيذ للأجندة الأمريكية والبريطانية في المنطقة، سواء في الملف اليمني أَو غيره، وهم في مستوًى واحدٍ من الدور الذي أُرِيدَ لهم من ناحية التنفيذ.
 
– لكن البعض يسأل: لماذا باتت الإمارات بمنأًى عن صواريخكم المجنَّحة وطائراتكم المسيَّرة؟
الرأي العام لا يتحكَّمُ في سير المعارك، ممكن أن يعبر في أشياء تحتمل الفضفضة وتحتمل الحديث عنها، لكن المسار العسكري لا يخضع لمزاج الرأي العام، القائد العسكري هو الذي يحدّدُ متى يضرب وأين يضرب وكيف يضرب وكم يضرب.
 
– وما المحدّدات التي بناءً عليها تضربون الإمارات العربية المتحدة؟
يعرفها العسكريون هم من يحدّدون ذلك.
 
– في الوضع في المحافظات الجنوبية المحتلّة إذَا ما عدنا على الواقع الداخلي عطفاً على الوضع في مأرب، لوحظ صراع داخل معسكرات العدوان من الرؤوس إلى الأدوات والمواطن أصبح ضحية في ظل تدهور الوضع المعيشي بصورة مؤلمة جِـدًّا، أنتم كقيادة وطنية يعنيكم المواطن في الشمال والجنوب والشرق والغرب ما وجهة نظركم تجاه ما يجري؟
الشيءُ الذي يحزُّ في النفس وكما اللهُ العالِمُ عندما نرى حالة المواطن في تلك المناطق، وهذا هو الشيء الذي كنا نقوله منذ اليوم الأول من العدوان، أنه لا يريد الخير لأبناء هذا الشعب، والحقيقة أن الواقع أثبت ما كنا نطرحه، لذلك من حَيثُ الألم نحن نتألم، من حَيثُ الموقف أَنَا أعتقد أن موقفنا في مناهضة وفي مواجهة وفي جهاد هذا العدوان وهذا الاحتلال أنه يأتي في سياق تحرير عبادِ الله؛ لأَنَّ الوضعية التي هم فيها بما فيها المناطق تحت سيطرتهم، لذلك لو تلحظ التحَرّكات التي حصلت في عدن في الفترة الأخيرة وفي مناطق كثيرة من مناطق الاحتلال، كان الطابع لها أكثر من كونها ثورة مطلبية خدمية، ثورة رفض للاحتلال، بمعنى أن المواطن بدأ يفهم وبدأ يستوعب ما كنا نطرحه من اليوم الأول، أن ما دام هناك احتلال فهناك كثير من التفاصيل التي ستحصل بما فيها الجوع بما فيها الحالة المزرية بما فيها الخدمات، وكل ما نستطيع أن نطلق عليه أنه سوء، ممكن أن يكون في ظل وجود احتلال لا يأبه لأي مواطن ولا يرى ولا يقدّر ولا يريد الخير لأي مواطن يمني لا في الشمال ولا في ا لجنوب، ولديه سياسة هيمنة، لديه إرادَة هيمنة، لديه إرادَة متكبرة متغطرسة، لا يحمل في طياتها أي خير لأبناء بلدنا، وهذا ما ستثبته الأيّام أكثرَ وأكثر.
 
– وفي ظل هذا في ظل تنامي الوعي لدى المواطن في المناطق المحتلّة وبداية البوادر في التحَرّك الشعبي الساخط والكبير، هل ممكن أن نبين له ونضيف إلى وعيه بحجم الثروات المنهوبة من ثروات بلدنا المناطق المحتلّة التي ينهبها المعتدي الغازي وكذلك العميل المرتزِق؟
تستطيع أن تقول: إن من 75 % إلى 80 % من ثروة هذا الشعب تذهب إلى دول العدوان، وإلى مجموعة من الكليبتوقراطيون، حكومة اللصوص، تذهب إلى جيوبهم يشترون بها الفيلات والقصور والاعتمادات في الخارج، أَنَا كنت في الفريق قبل ثورة الـ21 من سبتمبر، شُكّل فريق اقتصادي ليدرس موازنة اليمن، كان الرقم الذي نعيش فيه الآن في موازنتنا لا يساوي 7 % من الإمْكَانات التي كانت تدرس آنذاك، بالتالي تستطيع أن تقول: 75 % من الإمْكَانات هي النفط والغاز الذي يذهب إلى جيوب دول العدوان تنهبه وتسرقه بكل لصوصية وما تبقى من هذا الفتات يذهب إلى حكومة الكليبتوقراطيون، هؤلاء اللصوص.
 
– وقبلَ أن نغلِّقَ مِـلَـفَّ الارتزاق، بقي لدينا فخامة الرئيس سؤال ما يتعلق بوضعية المرتزِقة ترأستم اجتماعاً لمحافظي المحافظات وقيادة الأجهزة الأمنية ووجّهتم بإعطاء مهلة شهرين كفرصة لإعادة المغرر بهم إلى جادة الصواب.. بعد الشهرين من لم يتفاعل إلى أين؟
إلى إجراءات صارمة ستتخذ على المستوى الأسري وعلى المستوى القبَلي تجاه كُـلّ خائن وعميل، وهي من تقف وراء وتعزز هذا الإجراء القبلي والأسري، وتحميه.
 
– باب العفو العام مفتوح منذ سنوات عدة من قبل السيد القائد ومن قِبَلِكم أنتم كقيادة سياسية للبلد؟ هل نستطيع أن نجزم قطعياً أنه بعد الشهرين سنغلق هذا الباب؟
احتمالٌ واردٌ أن يُغلَقَ، واحتمال وارد بغض النظر عن هذه العملية التي قمنا بها، نحن طرحنا في حديث سابق أنه لن يبقى مفتوحاً إلى ما لا نهاية وسيُغلق.
 
– بالانتقال إلى محطات الإنجاز والإخفاق وهي موجودة وأنا أجدك صريحاً فخامة الأخ الرئيس، موجودة لأسباب متعددة منها العدوان وهو كذلك ما ستطرحونه بموجب وبحكم المامكم الكبير، فخامة الرئيس قبل أن نخوض في وضعية الدولة تفاصيل الأداء في بعض المؤسّسات جهاتها وزاراتها هيئاتها؟
بالحد الأدنى من الإيرادات.
 
– كيف تمكّنتم من إدارة الدولة، واستطعتم تثبيت مثل هكذا معادلة؟
عصبنا على بطوننا وأوجدنا الإرادَةَ وحدّدنا مصيرَنا، وقطعنا بشكل خفي كُـلَّ الأيادي اللصوصية التي كانت تعمل على أن لا يستقر هذا الوضع، لما بترنا هذه الأيادي استقر الوضع.
 
– وفي مسار بناء الدولة هذا المشروع العظيم الذي أسس مداميكه الأولى الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رحمة الله عليه، هذا المشروع كانت أولويته كما هي أولويتكم في الواقع المعاش الجانب العسكري، بناء القدرات؟ كيف استطعتم تحويلَ وضعية الجانب العسكري الدفاعي والهجومي من وضعية لا نستطيع أن نَصِفَها إلى ما هو عليه الآن الحال في القدرات الهجومية والدفاعيات الحاصلة؟
كل ذلك الذي حصل على المستوى العسكري وعلى مستوى بناء الدولة، كلها كان نتيجةَ جُهدٍ مُضْنٍ، ونحن قلنا في خطابنا في رئاسة الوزراء: إن كُـلّ هذه الجهود وكل هذه التفاصيل ستُحكَى في يوم من الأيّام، هناك تفاصيل كثيرة لا يمكن أن أطرقَها في مقابلة ولا في خطاب، وهي تفاصيل كثيرة، أقصد أن الأمور لم تتغيّر بعصا سحرية.
 
– بماذا تغيّرت؟
تغيرت بجهود مُضنية، وتغيرت بإرادات صلبة، وتغيرت بتجاوز واجتيازِ مشاكل وصعوبات ومطبات كبيرة جِـدًّا.
 
– البعض سيطرح أن هناك جهوداً كانت تُبذَلُ حتى في ظل الأنظمة التي كانت في سياق العمالة، بأن هناك جهوداً كانت تبذل.. لكن ما هو الجديد في الأمر؟
النتيجة، لما أقول لك إنه تحولنا من مرحلة الدفاع على المستوى العسكري إلى مرحلة الهجوم، هذا شيء ملموس لا يستطيع أحد أن ينكره.
لما أقول لك إنه على المستوى الاقتصادي كان العدوّ السفير الأمريكي بنفسه أبلغنا في الكويت أنه في يوم كذا في شهر كذا سيحصل انهيار.
لما أقول لك إننا اليوم بعد خمس سنوات من ذلك التهديد في مستوًى تصاعديٍّ على المستوى الاقتصادي، بمعنى أَنَا أوقفتُ هذا التآمر الذي هدّدني به وعملت عمليةَ استقرار وبعدها دفعت عجلة الاقتصاد إلى الأمام، وارتفعت الوتيرة إلى تصاعد، أعتقد أن هذه نتيجة ملموسة، كُـلّ هذا لا يحصل بالتمني، يحصل بجهود وبأعمال جبارة تُبذل.
 
– وعطفاً على موضوع التفاوض حتى لا نفوّت موضوعاً هاماً، وهو السياسة الخارجية وفي هذا المحور قوى العدوان حرصت وما زالت تحرص على جعلكم كدولة في عزلة، فهل من بوادرَ تلوحُ في الأُفق لكسر هذه العزلة المفروضة من قبل دول العدوان؟
لدينا برنامج في هذا السياق، وأنا أقول لك بالمناسبة في هذه المقابلة: إن لدينا أكثرَ من ثلاث أَو أربع دول في الأسابيع الأخيرة أبلغتنا بأنها على جاهزية للتعامل معنا، لذلك لدينا مسار وخطة وسياسات وأهداف في هذا السياق نعمل عليها، إنْ شَاءَ اللهُ ستكون النتيجة ملموسة.
 
– هذه الدول ماذا أوصلها إلى قناعة من أمرها في هذا؟
لما تلحظ أن هناك دولةً، لما تلحظ أن هناك قاعدةً جماهيرية صلبة تحطمت عليها كُـلّ ترسانة أفضل تكنولوجيا على مستوى العالم، أفضل خزينة مال على مستوى العالم، أفضل موارد بشرية على مستوى العالم، الوضع الذي نحن فيه أصبح بفضل الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى وبجهود الرجال أصبح معجزة بالشكل الذي لا يعتبر مستغرباً دورُ أية جهة تلتفت أَو تسأل: ماذا يحدث في اليمن.
 
– وهذا أمر شكّل إغراءً لهذه الدول حتى تصلَ إلى فتح قنوات تواصل معكم؟
نعم، العالم يعرف الأقوى، يتعامل مع الأقوى.
 
– بالانتقال وقد تكون مرحلة الختام في هذا الحوار، الأداء في مؤسّسات الدولة، حجم الحكومة، وما يُطرح حول أهميّة اتّباع سياسة ترشيد الجهاز الحكومي لتخفيف النفقات بدمج عدة وزارات، أَو تحويل بعض الوزارات إلى مؤسّسات ومصالح وهيئات عامة حسب الوظيفة المطلوبة منها؟ هل من إمْكَانية فخامة الرئيس لتطبيق ذلك، 44 وزيراً ألا يعتبر هذا ثقلاً وعبئاً؟
كثير من التنظيرات نحن نسمع لكثير مما يُطرح بكل رحابة صدر، لكن نجعلها على الميزان العملي، كثير من الأفكار نشكر كُـلَّ من يقدم هذه الأفكار، لكنها في الحيز العملي غير عملية، مثلاً هذا المقترح طُرح ونوقش بشكل كبير جِـدًّا على مستوى حتى المجلس السياسي الأعلى، لكن في الأخير خرجنا بالنتيجة أنه لا جدوائية تُرتجى ولا نتيجة تُحقّق من هكذا إجراء، لما أقول لك: ادمج وزارتين في وزارة، يعني أَنَا أقول لك أكبر شيء مثقل لكاهل الدولة هو زخم في الخدمة المدنية زخم الموظف، لما أقول لك ادمجها، أنت دمجت اثنين موظفين في واحد، لا.
 
– على مستوى موظفي الدولة فخامة الرئيس بإيجاز الأفق في ظل ندرة الإيرادات؟
عندما يتم الضغط إنْ شَاءَ اللهُ على قوى العدوان لتوريد مبيعات النفط والغاز إلى حساب موحد، طبعاً حتى نلفت نظر الناس إلى أن الراتبَ من هناك من عند نقل البنك المركزي عند نهب الإيرادات النفطية والغازية، عند الإجراء الأخير الذي هو إغلاقُ ميناء الحديدة، أُغلق ميناء الحديدة؛ لأَنَّنا خصصنا إيرادات هذا الميناء لصالح الراتب، الخلافُ الحقيقي غيرُ ما يقال، الخلاف الحقيقي في أن تفتحَ ميناء الحديدة بشرط أن تورَّد الإيرادات إلى حساب ثم لا تُصرف إلا راتب، هكذا يُطرح لنا حتى عبر الأمم المتحدة، بمعنى أن هناك تآمراً على راتب الموظف من أمريكا رأساً وبريطانيا وهي من تمسك هذ المِلف، نحن سنعمل جاهدين إنْ شَاءَ اللهُ على توفير أقصى ما يمكن من الإيرادات الممكنة والمتاحة، لكن المسئولية هي على هذه الجهات التي تحرم المواطن من خيراته التي لو وُرِّدت لصرف الراتب بأقل جهد وبكل سهولة وبساطة.
 
– سؤال أخير.. مهدي المشاط وفي لحظة استشهاد الرئيس صالح الصمَّاد في تلك اللحظة المحزنة والعصيبة كيف تقبَّل أَو ما المشاعر التي نَصِفُها بأنه حمل على كاهله مسئولية أن يقود الجمهورية اليمنية؟
لم أفكّر في المسئولية آنذاك؛ لأَنَّني جلست لفترة كثيرة، أثرُ الصدمة على نفسي كانَ أكبر بكثير من تفكيري في المسئولية، أثرُ الصدمة كان على نفسي بشكل استهنت أمامَه بالمسئولية التي ألقيت على عاتقي ولم أفكر بحجم وكِبَرِ هذه المسئولية إلا بعد أن أفرغت الأحزان شيئاً فشيئاً.
 
– وجدتَها كيف؟
مسئوليةٌ كبيرةٌ، الوضع استثنائي، عائشون بالقُدرة بشكل معجزة، بالتالي، الوضع خطير لكن فيه إرادَة صلبة إنْ شَاءَ اللهُ وَإذَا وُجدت إرادَة سنجتازُ كُـلّ الصعوبات ولا قلق.
 
– الختام لفخامة الرئيس ليقول ما الذي يود أن يقولَه في نهاية المطاف؟
رسالتي لكل أبناء الشعب اليمني، سواءً مسئولين أو عسكريين أو أمنيين أو مدنيين أن نشحذَ الهِمَمَ، وأن نجعلَ من هذه المناسبة المباركة فُرصةً لإعادة تقييم وضعنا وترتيب أوضاعِنا، ومواصلة الصمود ومماسكة الجبهة الداخلية، وتعزيز كُـلّ عوامل الصمود، كُلٌّ في موقع مسئوليته العسكري في موقع العسكري، الأمني في الأمني، كُـلٌّ مسئولٌ في موقع مسئوليته، نحن معنيون بتعزيز عوامل الصمود، وسيأتي النصر لشعبنا الذي يطمح ويتوقُ إليه بإذْنِ الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى.