السيد القائد يؤكد على أهمية تيسير الزواج وتخفيض تكاليفه ويشيد بدور الهيئة العامة لزكاة

رحب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له ، اليوم الاثنين ، في العرس الجماعي الثالث و الذي نظّمته الهيئة العامة للزكاة، لعشرة آلاف و44 عريساً وعروساً، رحب  بالعرسان، وبكل الحاضرين جميعاً، من الآباء العلماء، والإخوة الوزراء، وكافة المسؤولين.. وبارك للعرسان، بمناسبة عرسهم الميمون والمبارك .. مشيدا  بالعاملين في هيئة الزكاة، الذين لهم الدور الكبير في إقامة هذا العرس الجماعي، ولهم الجهود الكبيرة من أجل هذه الشعيرة المباركة.
وأوضح السيد أن الدور  الذي تقوم به هيئة الزكاة في كافة المجالات المتعلقة بالفقراء، بالاهتمام الشامل بهم والاهتمام بالغارمين، والمعسرين، والاهتمام الشامل والمتنوع في إطار التعليمات الإلهية، وفي حدود المصارف الشرعية، هو دورٌ عظيم، ودورٌ مهم، ودورٌ كبير، نلمس ثماره في الواقع، ودورٌ مشرِّف؛ لأنه يتجه وفقاً لتعليمات الله “سبحانه وتعالى”، ويرعى لأبناء شعبنا وأبناء أمتنا كرامتهم واعتبارهم، ولا يتجه من منطلقات الاستغلال السلبي، كما تفعله المنظَّمات، التي تعمل بناءً على أهداف سيئة، واستغلالية، وتمس بكرامة المجتمع، وبأخلاقه، وبقيمه.
وأكد أن  الدور الذي تقوم به هيئة الزكاة، له أهميته الكبيرة من كل الجوانب، في إطار إحياء ركنٍ من أركان الإسلام، وفريضةٍ من أعظم فرائض الله تبارك وتعالى، فيها الخير للناس جميعاً، ولها أثرها الإيجابي في أيضاً إرساء مبدأ التكافل الاجتماعي، وتعزيز الروابط بين أبناء المجتمع، وإغاثة المحتاجين، وإعانة الفقراء والمساكين.
ولفت إلى أن دور هيئة الزكاة يمتد آثاره وبركاته ، إلى الاستقرار الاجتماعي، والاستقرار الأمني، وإلى الازدهار الاقتصادي، وهذه الآثار هي من مصاديق وشواهد حكمة الله “سبحانه وتعالى” فيما شرعه لعباده، فهو شرع لهم ما فيه الخير لهم؛ لأنه الغني عنهم، ، وإنما شرع ما شرع من أجل ما فيه الخير لهم هم، وما فيه الدفع لكثيرٍ مما يضر بهم.
وأشار إلى أن هذا العرس الجماعي  يشهد  على  أهمية فريضة الزكاة، التي أكَّد القرآن عليها كثيراً، إلى درجة أن يقترن الأمر بها في كثيرٍ من الآيات القرآنية مع الأمر بإقامة الصلاة، فيقول الله “سبحانه وتعالى”: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}، ويؤكِّد رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” في حديثه المشهور على هذا الاقتران، وهذا التلازم، بقوله: ((لا صلاة لمن لا زكاة له))، فمن يبخل بالزكاة ولا يخرجها هو مفرِّطٌ، ولا يقبل الله منه صلاته، ولا يقبل الله منه سائر أعماله.
وأكد السيد على رجال المال والأعمال، أن يهتموا بإيتاء الزكاة، وأن يخرجوا هذه الفريضة، فكل من يلزمهم هذا الحق من المسلمين عليهم أن يبادروا إلى اخراجه، فإخراج هذا الحق وإيتاء الزكاة، له آثاره الكبيرة، وبركاته العظيمة، ونتائجه الطيِّبة في النفوس، وفي الواقع، وفي الحياة، ويعزز الروابط الاجتماعية، ويحد من معاناة الفقراء والمساكين، ويعالج الكثير من المشاكل الحياتية، تصلح به الحياة، وتستقر به الحياة، وتزدهر به الحياة، ويغني أبناء هذه الأمة عن الاحتياج إلى أعدائهم، الذين إن قدَّموا شيئاً؛ قدَّموه باستغلال، وبأهداف سيئة، وبمآرب شيطانية، ثم يستغلونه لتعزيز نفوذهم فيما يضر بمجتمعنا.
وأوضح السيد أن الله “سبحانه وتعالى” جعل ركن الزكاة  حلاً لمشكلةٍ كبيرة في الواقع الاجتماعي، وجعل عليه أيضاً من الأجر والبركات ما فيه الخير العام، وما يساهم في تحقيق السعادة لمجتمعنا المسلم، ولذلك من المهم العناية بأداء الزكاة وإخراجها.
وفيما يتعلق بدور الهيئة العامة للزكاة فأكد السيد أن دورها دورٌ مهم؛ لأنه ينظِّم صرف ركن الزكاة  ، وصرف هذه الفريضة بشكلٍ مفيد، ونافع، وإيجابي، وكذلك بشكلٍ يعالج به الكثير من الإشكالات في الواقع، من خلال برامج مدروسة ومنظَّمة.. موضحا أت الهيئة تبذل جهداً كبيراً ، وأداؤها ناجحٌ إلى حدٍ كبير، وهذا ملموسٌ في أرض الواقع..
ولفت السيد إلى أن من كان له ملاحظات، أو نصائح، أو يريد أن يقدِّم أو يساهم بشيء مما يدعم عمل هيئة الزكاة  ، فليقدمه إليها، بعيداً عن أسلوب الأعداء، الذين يحاربون هذه الهيئة، ويحاربون هذا الركن من أركان الإسلام، ويحاربون هذه الفريضة العظيمة؛ لإدراكهم لأهميتها في واقع الحياة، ولقيمتها الدينية والإنسانية والأخلاقية.
وقال السيد :  أعداء الإسلام، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل، ومن يدور في فلكهم، ويتعاون معهم، حاربوا فريضة الزكاة، حاربوها على عقود من الزمن، وحاولوا أن يحرفوها عن مسارها، وحاولوا أن يفقدوا المجتمع قيمتها، وأثرها، ونتائجها، وحاولوا أيضاً أن يحرموا المجتمع من بركاتها، وما تمثله من صلة بالله “سبحانه وتعالى”، وسبب للرزق، وسبب للخير، وسبب للبركات، في ظل حربهم الشعواء على الإسلام والمسلمين، واليوم هناك فرصة كبيرة لإحياء هذا الركن العظيم، في ظل السعي في ذلك من الجهات الرسمية والشعبية، في إطار توجه شعبنا الإيماني، الذي يجسِّد انتماءه الإيماني، وهويته الإيمانية، التي عبَّر عنها رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، بقوله: ((الإيمان يمان، والحكمة يمانية)).
وشدد السيد القائد أن على أبناء مجتمعنا الاهتمام بتيسير الزواج، وتخفيض تكاليفه على مستوى المهور وبقية التكاليف، فهذه مسألة مهمة؛ لأن كثيراً من العادات والالتزامات التي تضاف على مسألة الزواج، هي أعباء كبيرة، تشق على الفئة الكبيرة من أبناء المجتمع، وهم الفقراء، وتعسِّر مسألة الزواج، وهذا ما يريده أعداء الإسلام والمسلمين؛ لأنهم يسعون إلى نشر الفساد في الأرض، ويحاولون أن يستغلوا تعقيدات مسألة الزواج، ومسألة الحلال، فيحاولون أن ينشروا الفساد من خلال حربهم المسماة بالحرب الناعمة.
وأوضح السيد أن الحرب الناعمة هي حرب شيطانية، مفسدة، فتيسير تكاليف الزواج مسألة مهمة جداً، نقتدي فيها برسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله”، وهو قدوتنا وأسوتنا كما قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: الآية21]، هو الأسوة والقدوة في تيسير تكاليف الزواج، والحث على ذلك، وتقديم النموذج في ذلك، وهذا شيءٌ معروفٌ في السيرة النبوية، فنحن من واجبنا أن نأخذ ذلك بعين الاعتبار، ولأنه يدخل من باب البر والتقوى، والتعاون على البر والتقوى، والحفاظ على صلاح المجتمع، والحفاظ على هويته الإيمانية، وهو أيضاً يجسِّد القيم الإيمانية، في الإحسان، والتعاون، والتراحم، والتواصي بالمرحمة، وهذا شيءٌ مهم.
وأكد السيد على ما ذكره سماحة المفتي العلامة شمس الدين شرف الدين في توصيته بأن يهتم المعنيون في مختلف المحافظات، من سلطات محلية، وشخصيات اجتماعية… وغيرهم، في تيسير الزواج و في أن يكون هناك التزامات مكتوبة، ووثائق تتضمن بنوداً واضحة في الالتزام بذلك، وعمل على تطبيق ذلك، والالتزام بذلك، فهذا مهمٌ جداً لمجتمعنا في التصدي لمساعي الأعداء لإفساده، ولتدمير حياته، وللتضييق عليه في معيشته، هذه مسألة في غاية الأهمية.
وأوصى السيد مجتمعنا المسلم أن يكون مجسِّداً لهويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني، والتزاماته الإيمانية، في طريقة إقامة الأفراح والأعراس، وأن يتجنب ما يمس بهذه الهوية، أو ما يشكل ضرراً على المجتمع وعلى استقراره، مثل مسألة إطلاق العيارات النارية في الأفراح، فهذه مسألة تشكل خطراً على أمن الناس، وعلى حياتهم، وكذلك مظاهر الإسراف، والمظاهر والسلبيات التي تتنافى مع الهوية الإيمانية والقيم الإيمانية، ينبغي الحذر منها وتجنبها.
وأكد السيد أن من الظواهر السلبية التي تزعج أبناء المجتمع: استخدام مكبرات الصوت في الليل كله، منذ بداية الليل إلى آخر الليل، بشكل يزعج الناس، يزعجهم في الأحياء، يزعجهم في القرى، وبشكلٍ لا داعي له، ولا قيمة له، ولا فائدة له؛ لأنه منغص لحياة الناس، ولسكينتهم العامة، ولاستقرارهم.. مؤكدا أن هذا من الظواهر التي ينبغي تركها والحذر منها؛ حتى لا تتحول مناسبة فرحٍ عند قوم إلى إزعاجٍ للآخرين، وبالذات في الليالي، لأن الناس يريدون أن يناموا، وأن يهدؤوا، وأن يستقروا، فيأتي من يستخدم مكبرات الصوت بشكل مزعج جداً، فهذا لا داعي له في أي مناسبة سواء مناسبة اجتماعية، أو مناسبة دينية… أو أي مناسبة؛ لأنه يمثل إزعاجاً للمجتمع، وهذه مسألة معروفة.