كل انسان يفكر، وكل انسان يقرر، ولكن التفكير هو الشيء الذي يسبق عملية اتخاذ القرار، لذا من المهم أن نعرف كيف نفكر، وكيف نقرر؟ وهناك خطوات وطرق علمية للتفكير واتخاذ القرار بعضها صحيحة، وبعضها عامة، وبعضها خاصة، ونحن سنتطرق للموضوع بما يتناسب مع ثقافتنا ومنهجيتنا القرآنية التي تقوم أولا وأخيرا على اتباع رضوان الله وهداه، بخطوات ومقاييس ومعايير قرآنية وإلهية، لأنه وللأسف الشديد أكثر الناس في عالم اليوم (براغماتيين) ومنطلق ومنهج المصلحة والاستئثار هو السائد لديهم، وهو الذي أدى إلى ضياع الحقوق، وغياب العدالة، والتظالم، وحتى ضياع الحقوق والمصالح والمنافع الحقيقية، وأدى بالكثير إلى السقوط في مستنقع العمالة والإرتزاق وسوء التدبير، كل ذلك سببه غياب وسوء التفكير الصحيح والسليم، والخطوات الصحيحة لاتخاذ القرار الذي بالطبع يبتني على سلامة وصوابية وايجابية التفكير.
تعتري الإنسان الكثير من الأمور والمواقف العامة والخاصة التي تحتاج منه اعمال الفكر، وحسن التدبير، والتفهم، والتأمل، ليصل بالمحصلة إلى حسن وصوابية اتخاذ القرار، لهذا نقول أن التفكير على نوعين هما:
١- التفكير الايجابي: وهو التفكير بعقل، وحكمة، ومنطق، وتفائل، مليئ بالسعادة، والراحة، والطمأنينة، تفكير واقعي ومدروس، لأنه منطلق من منطلق رضاء الله سبحانه وتعالى، هذا التفكير يكون له ضوابط، ومعايير، ومقاييس هي (المعايير الالهية, والمقاييس القرآنية) فيكون التفكير منطلق من هذا المنطلق، من منطلق منهجيتنا وثقافتنا القرآنية، وهذا التفكير الذي يجب أن نفكره ونتخذ على ضوءه قراراتنا، ويكون في إجواء وظروف طبيعية غير متشنجة ومتفاعلة، وهذا بكل تأكيد ثمرته السلامه والسعاده، والنجاح والفوز، والظفر.
٢- التفكير السلبي: وهو التفكير المتشائم، المنطلق من عقد ومشاكل الحياة الذاتية والنفسية، الداخلية والخارجية، فتعتقد أن الحياة صعبة وتعيسة، وأن المستقبل مظلم، لأنه منطلق من منطلق التشاؤم وسوء التفكير، والإحباط النفسي والذاتي، المتجرد عن المعايير والمقاييس القرآنية والإلهية، وهو تفكير ظلامي شيطاني، لأنه من الشيطان الرجيم، وجنود الشر والضلال، وهذا التفكير يتنافى مع قيمنا ومبادئنا الصادقة والعادلة، ونتيجته وخيمه، وعاقبته الندامة.
بعد التفكير تبدأ الخطوات الفعلية لاتخاذ القرار وهي علميا:
١- الذكاء: الذي يعني: علميا الفهم والاستيعاب، والإدراك الواعي، ويبدأ باكتشاف المشكلة، “ما هي المشكلة؟”.
٢- التصميم: والذي يعني: الإستنتاج السليم والحكيم، وليس التصميم الذي يعني الإصرار والعزيمة، وإنما يعني اكتشاف الحل السليم للمشكلة محل التفكير، ومعرفة الحلول الممكنة والايجابية وليس التشبث بالمستحيل.
٣- الإختيار: فبعد اكتشاف المشكلة، واكتشاف الحلول الممكنة تأتي مرحلة الإختيار، التي تعني إختيار البديل، الذي يعني: ما هو الحل الأفضل والأمثل من بين عدد من الحلول لمعالجة ومواجهة هذه المشكلة؟.
٤- التنفيذ: تأتي مرحلة التنفيذ والتي تعني: اختيار الحل الأفضل والأمثل، وهل هذا الحل قابل فعلا للتطبيق والتنفيذ بشكل أفضل؟.
هذه هي الخطوات والمراحل الإدارية العلمية لاتخاذ القرار، ولكن بعد ماذا؟ بكل تأكيد بعد التفكير السليم، والمقاييس والمعايير القرآنية والإلهية التي هدفها رضاء الله أولا وأخيرا.