عام مضى على توقيع الوفد الوطني ووفد الرياض اتفاق السويد الذي شهدته العاصمة ستوكهولم الخاص بملف الحديدة وتبادل الأسرى الذي تم برعاية أممية ، عام ولم يتغير الوضع ، ولم يشهد ملف الحديدة أي تقدم أو تحسن يذكر ، صحيح توقف القصف الجوي المكثف الذي كان يصب على الحديدة صبا ، وهذا هو ما تحقق عمليا من قبل الطرف المعتدي ، رغم أن هنالك بعض الخروقات التي تحدث ما بين الفينة والأخرى بتعمد قوى العدوان شن غارات غادرة ، وما دون ذلك لم يتحقق أي تقدم ، رغم وجود بعثة المراقبة الأممية ، ولجان التفتيش والتنسيق المحلية.
بادر أبطال الجيش واللجان الشعبية إلى الانسحاب من موانئ الحديدة تنفيذا لاتفاق السويد ، وأشرف الفريق الأممي على انسحابهم ، وتسليم مهام حماية وتأمين الموانئ لقوات خفر السواحل اليمنية ، في مبادرة أحادية الجانب تنفيذا لتوجيهات قيادة الثورة والقيادة السياسية ، اعقبتها مبادرات أحادية فيما يتعلق بإعادة الانتشار وفق ما تم التوافق عليه في مشاورات السويد ، تلتها مبادرة تخصيص موارد موانئ الحديدة لحساب خاص بالمرتبات طرف البنك المركزي اليمني فرع الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة ، والتي تأتي في سياق إثبات حسن النوايا ، والتأكيد على الرغبة الصادقة من قبل القيادة الثورية والسياسية لحل الأزمة ، وتحقيق السلام ، وإنهاء معاناة الموظفين جراء انقطاع المرتبات.
ولكن الطرف الآخر ما يزال يراوغ ويماطل ، ولا يجد أي حرج في ارتكاب الخروقات تلو الخروقات لاتفاق السويد ، فالطيران يواصل تحليقه مخترقا لاتفاق السويد ، وأحيانا ينفذ الطيران غارات غادرة ، في الوقت الذي يواصل المرتزقة الاعتداءات اليومية على أحياء ومناطق متفرقة من الحديدة ، وما تزال مدينة الدريهمي وسكانها تحت الحصار الجائر والقصف المستمر ، وما تزال الزحوفات متواصلة ، والاستحداثات مستمرة ، ولا يزال التحشيد متواصلا في المخا والخوخة ومحيط مدينة الحديدة في مؤشر على الاستعداد لخوض معركة قادمة ، ولا تزال القيود مفروضة على حركة السفن التجارية من وإلى ميناء الحديدة ، وما يزال التعنت قائما من قبل مرتزقة العدوان بشأن فتح طريق صنعاء تعز الشريان الحيوي لمدينة الحديدة ، فيما يرفض المرتزقة وأسيادهم الوفاء بتعهداتهم بشأن توريد الإيرادات لحساب المرتبات ، ليتسنى صرف مرتبات الموظفين المتأخرة ، بمعنى أن اتفاق السويد ما يزال( محلك قف) ولا توجد أي مؤشرات إيجابية تدل على نية قوى العدوان ومرتزقته المبادرة بتنفيذ اتفاق السويد.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا : أين الأمم المتحدة من اتفاق السويد بعد مرور عام على التوقيع عليه في الـ13من ديسمبر من العام 2018 ؟!! هل يعقل أن تظل عاجزة عن إلزام قوى العدوان والمرتزقة بتنفيذ الاتفاق بحجة رفض السعودية والإمارات وما يسمى بالشرعية ؟!! عام مضى وما يزال الاتفاق يراوح مكانه دون أن يرى النور ، وكأن الأمم المتحدة سعيدة ومرتاحة جدا بهذا الوضع ، انطلاقا من المكاسب والأرباح المادية التي تجنيها مقابل المهام التي تقوم بها في الحديدة ، والتي تقتصر على الزيارات الميدانية واستلام المخصصات المالية دون أن يلمس المواطن اليمني أي ثمرة لهذه المهام ، ولهذا الاتفاق الذي يظل حبرا على ورق.
بالمختصر المفيد، اتفاق السويد بحاجة إلى إرادة أممية صادقة ومخلصة ، تعمل على إلزام قوى العدوان والمرتزقة بتنفيذ ما يخصهم فيه ، والعمل على ترجمة مضامينه على أرض الواقع ، بدون مراوغة أو مداهنة أو مماطلة وتسويف واستغلال ، فمن العار في حق الأمم المتحدة أن يمر عام على توقيع اتفاق السويد وهو ما يزال ( محلك قف) ، المبادرات الأحادية الجانب من قبل القوى الوطنية ، يجب أن تستغلها الأمم المتحدة للضغط على الطرف الآخر من أجل تنفيذ ما عليه ووضع نهاية للتعنت والإصرار على التأزيم والتصعيد ، إلى هنا ويكفي ، فقد ينفرط عقد الاتفاق في أي لحظة ، وحينها لن يكون هنالك من قبول بأي دور مستقبلي للأمم المتحدة ، إيمانا بالمثل القائل ( فاقد الشيء لا يعطيه ).