قمةُ كوالالمبور الإسلامية دعوةٌ للسلام

‏بقلم / د. عبدالملك عيسى

تنعقدُ في مدينة كوالالمبور الماليزية قمَّــةٌ إسلاميةٌ بدعوةٍ من رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، وفلسفةُ هذه الدعوة قائمةٌ على الدعوة لحقنِ دماء المسلمين وحَلِّ مشاكلهم ووقفِ الحروب داخلَ الدول الإسلامية ونُصرة لقضايا المسلمين.
ولذلك كان من المهم حُسْنُ اختيار الدول المشاركة في هذه القمة، ووقع الاختيار على دول مثل تركيا وقطر وإندونيسيا وباكستان إلى جانب ماليزيا، وتم استبعادُ الدول المتورطة في الحروب على الشعوب الإسلامية من داخلها كالسعوديّة والإمارات.
القمة بحد ذاتها تطوُّرٌ مهمٌّ في سياق التحولات السياسيّة الإقليمية والدولية بعد خمس سنوات من العدوان على اليمن، فقد كانت منظمة المؤتمر الإسلامي أحد أهم أذرع تبرير العدوان على اليمن، وهي المنظمة التي تسيطر عليها السعوديّة، وبالتالي أصبحت داعية للحروب والفتن وقتل المسلمين لبعضهم البعض.
تأتي هذه القمة لتصحيح هذا الخلل الفاضح والاستخدام السيء لمنظمات إسلامية في سبيل الدعوة للعدوان على البلدان المستقلة كاليمن وإعادة دورها نحو الدعوة للسلام وحقن الدماء؛ ولهذه الاعتبارات المطلوبُ من قِـمَّـة كوالالمبور أن تخصّصَ الوقتَ والجهدَ لمناقشة العدوان على اليمن ودعوة الطرف المعتدي لإيقاف هذا العدوان وحقن دماء اليمنيين التي تسفكها دولُ العدوان بدون وجه حَـقّ أَو مبرّر وبغطاء عربي – إسلامي، وتحت أكذوبة دعم الشرعية والتي اتضح بعد خمس أعوام من العدوان أنها غطاءٌ لفرض الهيمنة والاحتلال على دولة عربية إسلامية ذات سيادة، وأن هذا العدوان قد تسبّب في قتل مئات آلاف الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب دون وجه حَـقّ، وأن من يدعون أنفسهم بأنهم دولٌ إسلامية كذباً وزوراً كالسعوديّة والإمارات ها هم يحاصرون شعباً مسلماً تعدادُ سكانه ثلاثون مليون مسلم ويتسببون في قتل أطفاله ومرضاه بحصارهم القاتل، في انتهاك صارخ لكل مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
يجبُ أن تقومَ قِـمَّـةُ كوالالمبور بتوجيه رسالة واضحة بأن الاستمرارَ في حصار اليمن وقتل أبنائه مسألةٌ لم تعد مقبولةً، وأن الغطاء الإسلامي الذي شارك في هذه الجريمة لم يعد قائماً، وأن دول كماليزيا التي هي دولةٌ إسلاميةٌ عريقةٌ إلى جانب تركيا وقطر وإندونيسيا وإيران وباكستان لم تعد تستطيعُ الصمتَ على هذه الجريمة المشهودة، وأن زمنَ الصمت ولّى، وأن السعوديّة إذَا أرادت الاستمرارَ في قيادة منظمة المؤتمر الإسلامي فما عليها إلا وقفُ العدوان على اليمن ووقف التدخلات السافرة في شئون الدول العربية والإسلامية الأُخرى، والامتناع عن نشر العقيدة الوهّابية البعيدة عن نهج الدين الإسلامي الحنيف السمح، هذه العقيدة التي تسببت في قتل الأبرياء في العراق ولبنان وسوريا واليمن وغيرها من البلدان وتسبّبت في تشويه الدين الإسلامي.
قِمَّةُ كوالالمبور رسالةٌ مهمةٌ لدول العدوان سواء في الشكل أَو المضمون، لإعادة التفكير في سلوك الطريق السوي، وهو التوقف عن محاولة إخضاعِ الدول المستقلة والتوقف عن العدوان المجرم بحق اليمن واليمنيين.