ما يزال محور حديثنا عن مدينة ينبع الصناعية السعودية مسرح عملية الردع الثالثة التي نفذها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية في وحدتي القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير ، العملية التي ما تزال تداعياتها متسمة بالسخونة ، وخصوصا بعد أن بدأت التسريبات من الداخل السعودي التي تحكي جانبا من المشاهد التي وثقتها عدسات بعض المواطنين السعوديين الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي والتي وثقت الحرائق والانفجارات الشديدة التي شهدتها المنشآت الحيوية في المدينة الصناعية والتي تضم مصفاة للنفط تابعة لشركة أرامكو ، ومحطة كبرى خاصة بتصدير الزيت ، بالإضافة إلى مصنع للغاز الطبيعي، علاوة على ميناء ينبع الذي يعد من أبرز الموانئ البحرية السعودية والذي يمتلك بنية تحتية تؤهله لتصدير ما يقارب من 3 ملايين برميل نفط ، وكميات الزيت والمشتقات النفطية المنتجة عبر منشآت المنطقة ، بالإضافة إلى محطة تحلية المياه الأكثر ضخامة في الشرق الأوسط والتي تعتمد عليها الكثير من المحافظات والمدن السعودية والتي تندرج ضمن بنك الأهداف المعلنة والمرصودة من قبل الجيش واللجان الشعبية .
العملية التي نفذت بحرفنة يمنية وأصابت أهدافها بدقة متناهية ، قطعت خلالها طائرات صماد 3 المسيرة ، والصواريخ البالستية المجنحة طويلة المدى مسافة تزيد على 1000كم ، وهي مسافة مرعبة للأعداء ، مسافة تؤكد على أن قوة الردع اليمنية قادرة على الوصول إلى ما هو أبعد من ينبع بكثير ، وأن المرحلة المقبلة ستشهد بإذن الله تعالى وتوفيقه زيارة سلاح الجو المسّير اليمني والقوة الصاروخية اليمنية بنك الأهداف الاستراتيجية السعودية التي تم رصدها من قبل الجيش واللجان الشعبية ، وأن قادم الأيام ستحمل معها المزيد من المفاجآت والعمليات النوعية التي ستشكل ضربة قاضية للعدو السعودي والإماراتي ، والتي قد تدفعه إلى مراجعة حساباته ، والبحث عن مخرج من الورطة التي أقحمتها فيها أمريكا ، والتي لم يتوقع أن تذهب به إلى ما ذهبت إليه اليوم ، حيث كان العدو السعودي يظن بأنه في مهمة سهلة وميسرّة ولن تحتاج منه سوى القليل من الوقت والجهد والمال ، ليجد نفسه بعد مرور عام واحد في حيرة من أمره ، واليوم وبعد قرابة انقضاء العام الخامس من العدوان والحصار ، يجد السعودي نفسه في حالة ( حيص بيص ) يضرب على خديه ويلطم رأسه ، ويندب حظه العاثر ، فلا هو الذي حسم المعركة في اليمن ، ولا هو الذي يمتلك قرار الخروج من المشهد اليمني ، ووضع نهاية لحرب الاستنزاف التي يخوضها بالوكالة عن الأمريكي والإسرائيلي ، كونه عبارة عن أداة بيد الأمريكي ، الأمريكي الذي يجبره على المضي في عدوانه وإجرامه ، رغم تلقيه الضربات الموجعة التي تهدد عرشه و مملكته وتستهدف اقتصاده ومقدراته والتي قد يخسرها في أي لحظة ، إذا ما مضى خلف الأمريكي ومخططاته ومشاريعه التدميرية التآمرية الاستغلالية الاستعمارية ، ورفض ايقاف العدوان والخروج من اليمن والاكتفاء بالخسائر والأضرار التي تكبدها طيلة السنوات الخمس الماضية .
بالمختصر المفيد الوجع الذي خلفته عملية توازن الردع الثالثة للكيان السعودي ولاقتصاده المترنح ، تأثيراته ستكون طويلة المدى ، وخصوصا إذا ما علمنا بأن الاقتصاد السعودي ما يزال متأثرا من تبعات عملية توازن الردع الثانية التي استهدفت مصفاتي بقيق وخريص ، ولذلك شاهدنا كيف سارع ناطق العدوان تركي المالكي بالاعتراف بيمنية الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية التي استهدفت مدينة مصفاة النفط بمدينة ينبع والمنشآت المجاورة لها ، بعد أن ملّ الناس من الاستماع إلى اسطوانتهم المشروخة التي تدعي بأن إيران هي من تقف خلف عمليات الردع الكبرى التي تضرب العمق السعودي ، فلم يجدوا غير الاعتراف بتفوق العقل اليمني وقدرته على التصنيع الحربي والتفوق العسكري في ظل ظروف من المستحيل مع غير اليمني القيام بما قام به وبهذه الدقة والقدرة التي أثبتت تفوقها على أحدث المنظومات الدفاعية الأمريكية والأوروبية ، والتي ظن محمد بن سلمان وزبانيته بأنها ستحميه وتمنع عنه وعن منشآته الحيوية بأس مسيرات وبالستيات ( أبو يمن ) الذي ظل يقلل من قدراته ومهاراته التي تؤهله لخوض غمار المنافسة في مجال التصنيع الحربي ، ليصل إلى تنفيذ عمليات توزان ردع ، لم تكن في حسبانه ولم تخطر على قلبه من ذي قبل ، ولكنها إرادة الله ومشيئته ، وتأييده وتوفيقه للمستضعفين في يمن الإيمان والحكمة ، الأرق قلوبا والألين أفئدة ، أنصار النبي العدنان ، وفرسان رسالة الإسلام ، وحملة ثقافة القرآن ، وبناة الدولة المدنية الحديثة ليمن الحكمة والإيمان