لننصر نبينا…
الحمدُ للهِ رب العالمين ونصلي ونسلم على من أرسلهُ اللهُ رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله الصادقِ الأمين وعلى آله الطاهرين.. إننا اليوم نحتفي بمولدِ الحبيبِ محمد صل الله عليه وعلى آله.. من موقع اصطفاء الله له كخاتم للأنبياءِ ومخلصِ للبشرية وهي مكانةُ شرفنا اللهُ بها أيضاً حين اختاره منا..
(وإنه لذكرٌ لك ولقومك) صدق الله العظيم.. ولا يخلو هذا الذكرُ الرفيعُ والموقعُ السامي من مسؤوليةٍ نحنُ مكلفونَ بأدائها معنيون بإكمالها وملزمون بحملها بالشكلِ اللائق بعظمِ الرسالةِ وجسامةِ المهمة.. قال عز من قائل (كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر).
إن في نجاحِ الرسولِ الأعظم في أداءِ مهمتهِ وبفترةٍ قياسيةٍ على قدرِ ما هو دالٌ على حكمته وحنكته وفائض قدرته وسعة رؤيته ونفاذ بصيرته، لهو أيضا حافز ٌ لنا ودافعٌ للانطلاق في المهمة دون خشية من فشل ولا خوف من إخفاق، فمحمدٌ الذي حولَٕ مجتمعه الجاهلي من بدو أعراب عباد للأوثان والأصنام إلى قادة فاتحين، لا شكَ ولا ريبَ أن معيةَ اللهِ لازمتهُ وروحُ اللهِ أيدته ليصنعَ كل هذا التحول الحضاري في غضون سنوات قليلة وليصبحَ للإسلام كيانٌ محترمٌ قوي حد مناطحته كبريات الإمبراطوريات المعاصرة في حينه.
وفقَ هذه الفلسفةِ النبويةِ الحضارية الإسلامية نحيي يومَ مولده (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) صدق الله العظيم..
كما أننا نحيي هذه الذكرى على صاحبها افضلُ الصلاةِ وأتمُ التسليمِ وعلى آله كمحطةٍ يُذكِّر فيها بشريةُ اليوم بالمبادئِ والقيمِ الإنسانيةِ العظيمة.. التي جاءَ بها الرسولُ الأعظمُ محمدُ “صلوات الله عليه وعلى آله”.
نحييها اليومَ في ظلِ حملةٍ يشنها الغربُ أدعياءُ الحريةِ والحقوقِ وعلى رأسهم فرنسا بالتطاولِ والإساءةِ على رسولِ الرحمةِ والإنسانية..
نحنُ اليومَ هنا ننصرُ نبينا وندافعُ عنه.. وليسمعنا العالمُ أجمع.. لبيكَ يارسول الله.
من ما يجبُ أن نعرفهُ أيضا عن نبيِّنا محمدٍ صل الله عليه وعلى آله أنه لم يكن مجردَ قائدٍ عسكريٍ خاضَ غمارَ الحروبِ واهتمَ بالفتوحاتِ الجغرافيةِ وحسب، بل إنَ رسولَ اللهِ قائدٌ أمميُ نجحَ في تشكيلِ حضارةِ إسلامية.. بحضورٍ عالميٍ قوي.. بمعيارٍ أخلاقيٍ وإنسانيٍ قبل كل شيء.. وصل الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله. لبيك يا رسول الله.