بغطاءٍ دولي ورعايةٍ أممية.. العدوُّ يتجهُ نحو تصعيد المعركة براً وبحراَ
في ظل تمسُّكِ دولِ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بسلوكها العدواني المبطن، تقول المؤشرات على الأرض: إن انفجارَ الأوضاع على نحوٍ واسع بات أمراً أقربَ إلى السلام، لا سِـيَّـما معَ إصرار المجتمع الدولي على التمسك بمواقفه التضليلية الرامية إلى إطالة أمد الحرب والحصار عبر البيانات والإحاطات المغلوطة في مجلس الأمن، وكل هذه العوامل تقود إلى الانفجار الواسع في البر وفي البحر الذي يشهد تحَرُّكاتٍ أمريكية غربية متتالية.
وفي تصعيدٍ جديدٍ ينافي الحديثَ المتكرّرَ عن السلام، أكّـدت شركة النفط اليمنية أن تحالف العدوان احتجز سفينةَ مازوت ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة على الرغم من التزامها بكل الإجراءات التعسفية التي فرضها تحالف العدوان والأمم المتحدة، في إشارةٍ إلى تَحَـــدٍّ سعوديّ إماراتي واضح لكل المواثيق والمحادثات الرامية إلى التهدئة وبدء الدخول في عملية سلام عادل ومشرف.
ناطق شركة النفط اليمنية عصام المتوكل أوضح أن تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ وإمعاناً منه في زيادة معاناة أبناء الشعب اليمني، احتجز سفينةَ المازوت “بريموري” رغم خضوعها للتفتيش في جيبوتي، في حين تأتي هذه القرصنة بعد أقل من 48 ساعة على أُخرى مماثلة استهدفت سفينة محملة بالديزل.
وحمّلت شركةُ النفط عبر ناطقها المتوكل تحالفَ العدوان والأمم المتحدة، المسؤولية الكاملة في التداعيات الإنسانية والاقتصادية المترتبة على استمرار القرصنة على سفن الوقود.
وفي السياق تتزامنُ هذه القرصنة مع تحَرُّكاتٍ أمريكية سعوديّة إماراتية مكثّـفة على المياه اليمنية، وهو ما يشير إلى توجّـهٍ معادٍ نحو تصعيد الأوضاع.
فعلاوةً على أعمال النهب الممنهج للثروات النفطية والغازية اليمنية وحرمان الشعب منها، ما تزال السفن المعادية التابعة لواشنطن وأدواتها تبحث عن تمركز في المياه اليمنية، إما للنهب أَو للتموضع القتالي استعداداً للمعركة التي ينوي تحالف العدوان إشعالها في السواحل اليمنية.
وفي السياق، رصدت مصادر قيام الاحتلال الإماراتي باستحداث مهبط طائرات شحن عسكرية في منطقة المخاء الساحلية المطلة على باب المندب، في حين يؤكّـد مراقبون أن التحَرّكات الإماراتية في الجزر اليمنية الاستراتيجية على البحر الأحمر تأتي في سياق الإعداد نحو التصعيد في الساحل الغربي.
ومع أن التحَرّك هذه المرة هو عبارة عن استحداثات لقواعد ومهابط شحن عسكري، فَـإنَّ النتيجة هي استقبال التعزيزات العسكرية والإمدَادات الحربية، وهو ما يؤكّـد التوجّـه السعوديّ الإماراتي للتصعيد المعركة بحراً، وإشراف ومشاركة أمريكية مباشرة، ورعاية أممية واضحة.
وفي المقابل ما تزال التحَرّكات الأمريكية البريطانية في السواحل الشرقية والجنوبية لليمن تسري بوتيرةٍ عالية، فمع الزيارات الأمريكية المشبوهة إلى حضرموت والمهرة وباقي المناطق الجنوبية المحتلّة والتي تضمنت مجموعة من الإجراءات المشبوهة على مسار التصعيد والنهب، شهدت محافظة عدن المحتلّة، أمس الجمعة، مسرحيةً جديدةً في سواحلها رافقه انتشار أمريكية وأجنبي مكثّـف، ليتذكر الجميع كُـلّ المسرحيات التي اعتبرتها أمريكا وأدواتها في السنوات الماضية أحداثاً عارضة وتهديدات خطيرة تستوجب الانتشار العسكري الأجنبي بقيادة واشنطن.
وأفَادت مصادر، أمس الجمعة، بأن سفينة يُرجَّحُ أنها عسكريةٌ غرقت قبالة سواحل مدينة عدن وسط ظروف غامضة.
وأوضحت المصادر أنه تزامن مع غرق السفينة انتشار عسكري كبير وواسع براً وبحراً للقوات الأجنبية المحتلّة المتمركزة في السواحل الجنوبية والشرقية اليمنية، وهو الأمر الذي يجعل الشكوكَ تحومُ حول الحادثة وكذا هُــوِيَّة السفينة وملابسات مجيئها وخلفيات غرقها في ظروف غامضة.
ولفتت إلى أن السفينةَ كانت راسيةً في ساحل البريقة والحسوة بحرم ميناء عدن، قبل أن تتعرض للغرق بصورة مفاجئة، دون معرفة الأسباب أَو الجهة المالكة لها، وهو الأمر الذي يرجح تمركز تلك السفينة داخل دائرة التصعيد الأمريكي الغربي في السواحل اليمنية؛ وذلك لإضفاء الإرباك على المشهد العسكري والسياسي في اليمن، وتمرير المخطّطات بواجهة مغلوطة تتبناها المواقف الأممية والدولية الهلامية والمعتمة.
وتزامناً مع الانتشار العسكري البحري والبري الأجنبي الكبير عقب غرق السفينة، تداول ناشطون في عدن، أمس، على مواقع التواصل الاجتماعي جوانبَ من الانتشار العسكري البري وتحليق الطائرات المروحة السعوديّة والإماراتية حول “معاشيق”، وهو ما يشير إلى ثبوت التحَرّكات المشبوهة لتحالف العدوان على مسار التصعيد.
من جانبهم، أكّـد مراقبون أن تحالف العدوان بقيادة أمريكا ما يزال ينتهج سياسة خلق المسرحيات لتبرير التواجد الأجنبي وتعزيزه، منوّهين إلى أن التحَرّكاتِ التي تقومُ بها دولُ العدوان تعبّر عن رغبةٍ كبيرة لتصعيد الأوضاع وتوسيع المعركة.