الواقع اليمني.. بين الركود والمماطلة

بقلم / زيد الشريف

 

لم يعد الحديث عن تلكؤ ومماطلة تحالف العدوان ومراوغته في موضوع السلام في اليمن ورغبته في بقاء الواقع اليمني في حالة اللاسلم واللاحرب لم يعد أمراً مثيراً للاستغراب والتعجب فقد صار ذلك بالنسبة لليمنيين وغير اليمنيين أمراً متعارفاً عليه ولا شك فيه ولا ريب لأن هذه هي الحقيقة التي تفرض نفسها ويعيشها الشعب اليمني قولاً وعملاً في الواقع، ويبقى السؤال إلى متى؟ لقد انتهت مدة الهدنة الفاشلة وتم الإعلان أكثر من مرة من قبل صنعاء عن رفض القبول بعدم تمديد الهدنة كما هي عليه وحصلت الكثير من الجولات التفاوضية لمباحثة ومناقشة ضرورة التقدم في مسارات السلام بخطوات عملية إيجابية ومثمرة، ورغم ذلك لم يستجد جديد سوى المزيد من المراوغة والمماطلة من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي والمزيد من الانتظار من قبل صنعاء والشعب اليمني بشكل عام، لم يعد هناك شيء يمكن أن يبرر حالة الركود وبقاء الواقع اليمني كما هو عليه بدون معطيات ومتغيرات تضع حداً للركود وتحرك عجلة السلام الحقيقي للأمام.
لقد وصلنا كشعب يمني لمرحلة صارت التصريحات السياسية فيها لا تجدي وصارت التحذيرات العسكرية لا تجدي نفعاً لأن مرحلة الركود طالت وتجاوزت الحدود السياسية الزمنية المتعارف عليها وصار من المهم ومن الضروري الخروج من هذا الركود بمواقف عملية مؤثرة لا تسمح باستمرار هذا الركود إلى مالا نهاية أو إلى مرحلة زمنية أطول مما مضى، فليس من المعقول ولا المنطقي أن يستمر تحالف العدوان في مماطلته ومراوغته ثم تستمر صنعاء تنتظر اكثر واكثر وتترقب متى سيتوقف العدو ويخرج من حالة المماطلة ويبدأ بالتحرك الجاد للتقدم في ملفات السلام وخصوصاً الملفات الرئيسية والأساسية هكذا من تلقاء نفسه لأن تحالف العدوان يعتبر حالة اللا سلم واللا حرب استراتيجية تكتيكية لتمرير مخططاته الاستعمارية باسم السلام وهو في الوقت ذاته يرفض أن يتقدم السلام في اليمن خطوة واحدة إلى الأمام في أي ملف من الملفات التي ستسهم في تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني وتسهم في صناعة سلام حقيقي في اليمن.
هناك تصريحات سياسية وتحذيرات عسكرية ومطالبات متكررة لكنها لم تصل إلى نتيجة ،بينما الواقع اليمني يزداد قساوة بسبب مماطلة تحالف العدوان التي تهدف من وراء مراوغتها إلى حماية نفسها من ضربات القوات المسلحة اليمنية في الوقت الذي هي فيه تستمر في أعمالها العدائية والإجرامية وتستمر في تنفيذ مشاريعها الاستعمارية والتي لا تقتصر فقط على نهب الثروات اليمنية بل تشمل بناء قواعد عسكرية في الجزر والموانئ والمطارات والمواقع الاستراتيجية المهمة والحساسة إضافة إلى تجنيد أكبر عدد من العملاء المرتزقة في المناطق والمحافظات التي ترزح تحت الاحتلال لتنفيذ مخططات العدوان وتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني تحت عناوين ومسميات ومشاريع يرسمها العدو المستعمر بما يتوافق وينسجم مع مشاريعه وأهدافه الاستعمارية والتي يتمكن من خلالها ممارسة أعماله ومشاريعه وهو في حالة اطمئنان من انه لن يواجه أي عراقيل أو معوقات تحول بينه وبين ما يطمح اليه.
لقد طالت مدة الانتظار للمجهول ،بل لقد تكشفت الكثير من الحقائق واتضحت النوايا المبيتة والخفية الخبيثة لتحالف العدوان، بحيث صار معلوما للجميع أن تحالف العدوان لا يملك ذرة من المصداقية والجدية في تحقيق السلام في اليمن، لقد مرت أشهر من حالة الركود السياسي والانتظار ولم يستجد أي جديد على الرغم انه كان يجب أن تحصل متغيرات سياسية في مختلف الملفات الإنسانية والاقتصادية والأمنية والعسكرية يتم من خلالها صرف مرتبات الموظفين اليمنيين والإفراج عن بقية الأسرى وفتح الموانئ والمطارات وفك الحصار الاقتصادي بل أهم من ذلك كله لقد كانت الفترة الزمنية الماضية من الهدنة وما بعدها بما حصل فيها من مباحثات ونقاشات وما سبقها من أحداث ودروس وعبر كفيلة بأن يتم الإعلان عن وقف العدوان وفك الحصار بشكل تام ونهائي وتحقيق السلام الشامل في اليمن ولكن دون جدوى، لقد طال صبر صنعاء وقواتها المسلحة وصار الانتظار موجعاً للشعب اليمني وصار من الضروري وضع حد لطغيان وغطرسة تحالف العدوان وعسى أن يكون قريبا.