بقلم / عبدالفتاح علي البنوس
كشف رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى عن قرب التوصل مع قوى العدوان ومرتزقتهم إلى أكبر عملية تبادل للأسرى برعاية الأمم المتحدة، كنتاج للمحادثات التي تحتضنها العاصمة الأردنية عمان، والتي بموجبها سيتم الإفراج عن 1420أسيرا، منهم 900من أسرى الجيش واللجان الشعبية و520من أسرى العدوان بينهم أسرى سعوديون وسودانيون، وبحسب المرتضى الذي يرأس وفد بلادنا في مباحثات الأردن الخاصة بملف الأسرى، فإن المحادثات نصت على تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى على عدة مراحل، المرحلة الأولى تشمل استكمال تقديم كشوفات الأسرى الفعليين وتنقيحها والوصول إلى قوائم نهائية يتم بموجبها الشروع في تنفيذ عملية التبادل وفق الآلية التي سيتم التوافق عليها مع الأمم المتحدة، ومن ثم العمل على تشكيل لجان مشتركة بمشاركة الصليب الأحمر الدولي لانتشال الجثث من مختلف الجبهات والمناطق، يلي ذلك الإعداد والتحضير لجولة جديدة من المحادثات في 23من مارس المقبل في العاصمة الأردنية عمان يتم خلالها العمل على إطلاق بقية الأسرى وطي ملف الأسرى بشكل نهائي كترجمة عملية لاتفاق السويد ذات الصلة بملف الأسرى.
هذه التفاهمات التي تم التوصل إليها ينبغي على الأمم المتحدة إلزام كافة الأطراف بتنفيذها، وعدم منح أي طرف فرصة للتنصل منها وعدم تنفيذها، واللافت هنا هو موقف مرتزقة العدوان تجاه ملف الأسرى سابقا ولاحقا، ففي الوقت الذي كان الوفد الوطني الخاص بملف الأسرى ووفد المرتزقة يجرون محادثاتهم في العاصمة الأردنية عمان استكمالا لاتفاق السويد ذات الصلة، كان المرتزقة في الحديدة يشنون زحفا مكثفا على مدينة الدريهمي المحاصرة من ثلاثة مسارات بهدف إسقاط المدينة وضمان تحقيق انتصار ميداني يشفع لهم أمام الغازي الإماراتي الذي أظهر حالة من عدم الرضا على أداء المرتزقة في الساحل الغربي وعدم نجاحهم في تحقيق أي تقدم على الأرض، رغم ضخامة الدعم والإسناد الممنوح لهم، علاوة على استمرار الغارات الجوية على عدد من المحافظات، وهي مؤشرات تؤكد عدم جدية المرتزقة وأسيادهم في تنفيذ أي تفاهمات أو اتفاقات متعلقة بملف الأسرى أو ما يخص ملف الحديدة.
والمهم هنا أننا ندرك جيدا أن المرتزقة سيعملوا على إفشال عملية التبادل، وسيضعوا العقبات والعراقيل للحيلولة دون تنفيذها، إلا في حالة واحدة إذا ما كانت العملية مفروضة عليهم من قبل السعودي، من أجل أسراه وأسرى مرتزقة السودان، حينها فقط سيتم تمرير هذه الصفقة، وإدخالها حيز التنفيذ رغم انوف المرتزقة العملاء، رغم أننا لمسنا حالة من البرود واللامبالاة من قبل السعودية تجاه أسراهم خلال جولات المفاوضات والمشاورات السابقة، وهو ما استدعى تدخل القيادة الثورية والسياسية بصورة مباشرة من باب إنساني بالإفراج عن بعضهم مراعاة لظروفهم الصحية وللجوانب الإنسانية، في مبادرات ذاتية أحادية الجانب تعكس الروح الإيمانية والشمائل المثلى التي يتحلى بها قائد الثورة، والتي يفتقر لها آل سعود وآل نهيان وقطيع المرتزقة، وهو ما يجعلنا نشك في جديتهم لإنجاح عملية التبادل، وخصوصا أنه صار لهم سوابق في هذا الجانب.
بالمختصر المفيد، بيان مكتب غريفيت المشترك مع الصليب الأحمر الدولي بشأن محادثات الأردن الخاصة بتبادل الأسرى لم يحمل أي جديد، حيث شكل مضمونه نسخة طبق الأصل من تصريحاته التي أطلقها عقب اجتماعات استوكهولم الخاصة بملف الأسرى، ولم يحمل أي جديد، حيث حاول غريفيث مجددا تكييف العدوان على بلادنا وتصويره على أنه نزاع يمني، متجنبا أي إشارة للسعودية والإمارات وعدوانهما على اليمن، رغم وجود أسرى سعوديين وسودانيين، وما دامت سياسة المبعوث الأممي والأمم المتحدة تعتمد على تجاهل جرائم ومذابح العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلادنا، وعدم الإشارة إلى ذلك، وتوصيف السعودية والإمارات بأنهما من الدول الداعمة والمساعدة لليمن، وتتقدم إليهما بالشكر والعرفان، فلن يحدث أي تقدم في مختلف الملفات وسيظل الوضع على طبيعته، ما دام اللاعب الأمريكي يرى بأن الوقت ما يزال مبكرا لإيقاف العدوان على بلادنا ورفع الحصار عن شعبنا، فالبقرة الحلوب (السعودية) ما تزال تمتلك الكثير من المال والثروة، والتي عليها أن تقدمها للولايات المتحدة الأمريكية مقابل حماية مملكة آل سعود، ودعم وإسناد المهفوف محمد بن سلمان.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.